news-details

مَطَر..

....ومُنْذُ أَنْ كُنّا صِغارًا، كانَتِ السَّماءْ

تَغيمُ في الشِّتاءْ

ويَهْطِلُ المَطَرْ...

أَجَل! جَميلٌ ما قالَهُ شاعِرُنا الخالِدُ (السَّيّاب).. جَميلٌ أَنْ نَسْتَقْبِلَ سُقوطَ المَطَرِ بِفَرَحٍ غامِرٍ؛ خاصَّةً الأَوَّلَ مِنْهُ، والّذي سَمّاهُ أَجْدادُنا بِالوَسْمِيِّ لِأَنَّهُ يَسِمُ الأَرْضَ (أَي يُصيبُ وَجْهَ الأَرضِ فَيَحْسُنُ بِالعُشْبِ). سُقوطُ المَطَرِ على الأَرضِ لَيْسَ قَطَراتِ ماءٍ تَسْقُطُ فَقَطْ ، إِنَّها انْتِظارٌ طِويلٌ واصْطِبارٌ أَطْوَلُ. هذا يَومَ كُنّا بِغالِبيَتِنا فَلّاحينَ نُعِدُّ الأَرْضَ لِتَرْتَوي بَعْدَ عَطَشٍ فَتَرُدَّ لَنا مِنَ الخَيرِ أَضْعافَ ما قَدَّمْنا لَها مِنْ عَرَقِ العافِيَةِ.

كانَ الفَلّاحُ لا يَرْتاحُ إِلّا بَعْدَ أَنْ يَرى المَطَرَ غَزيرًا والسَّيلَ عَرِمًا، فَيَقولَ مِنْ خِلالِ بَسْمَةٍ مُحَبَّبَةٍ: الحَمْدُ لِلهِ! الخَيرُ وَفيرٌ هذا العام.

ما أَجْمَلَ جَليلَنا بِشُموخِهِ وهوَ يَنْحَني مُسْتَقْبِلًا الغَيمَ والمَطَرَ، ما أَذْكى رائِحَةَ تُرابِهِ بَعْدَ أَنْ يِرْتَوي، فَيُخْصِبَ عُشْبًا وزَهْرًا وعِشْقًا أَبَدِيًّا عَلَّمَنا، مِنْ غيرِ شَرْحِ أَساتِذَةٍ مُخْتَصّينَ، ما مَعْنى وَطَن.. أَهِيَ رومانْسيَّةُ شُعَراء!؟ رُبَّما.. وما العَيبُ في ذلِكَ؟ فَلْنُبْقِ إِذًا قَليلًا من هَذِهِ الرّومانْسِيَّةِ في حَياتِنا كي لا يَجْرِفَنا دَوَّارُ المادَّةِ الى أَعْماقِ أَعْماقِها. وعُذْرًا مِمَّنْيَسْتَثْقِلونَ المَطَرَ في أَيّامِنا لِما يَرَونَ في سُقوطِهِ عائِقًا لَهُمْ في إِنْجازِ مُهِمَّةٍ أَو عَمَل..

صَباحُكُمْ سُكَّر

حسين مهنّا

أخبار ذات صلة