news-details

هذه الغُمّة..!

اعتدْنا أَن نقولَ لا يأْتي من الغرب شيءٌ يسرُّ القلب! ولكنَّ السّاحرةَ الخبيثةَ المدعوَّةَ كورونا كسرت القاعدة َوجاءَتْنا بوجهها القبيحِ وخراطيمها اللّاصقةِ الّتي تاْبى إِلّا أَنْ تلزَقَ بالحَنجرةِ، ومن ثَمَّ تنزلُ الى الرّئتينِ لِتستوطِنَ هناكَ وتفْعلَ أَفعالَها.. 

قيلَ إِنَّ هذهِ الآفةَ قد بدأَت في الصّين – واللهُ أعلم – ثُمَّ انتشرت بسرعةٍ مُدهشةٍ حتّى إِنّها لم تتركْ قُطرًا إِلّا وحلَّت على أَهلِهِ لِصَّةً ثقيلةَ المَحضرِ قبيحةَ المنظر. لن أَدخلَ في النِّقاشِ البيزنطيِّ الدّائر هل هي بفعلِ فاعلٍ، أَم هي نتيجةُ إِهمالٍ صادرٍ عن أَحدِ المختبراتِ العلميَّةِ، ولن آخذ دورَ الواعظِ طبعًا، ولكنّي واحدٌ من هذهِ العائلةِ البشريَّة اعتدتُ أَن لا أُبدي رأْيًا في ما لا أَعرف. وفي مثلِ حالتِنا الأَطبّاءُ هم مَرجعيَّتي الأُولى والأَخيرةُ وثقتي بهم عالية؛ فإِذا أَوصَوا بأَن نلتزمَ بيوتَنا فما علينا إِلّا أَن نلتزمَها، وهذا ليس بالأَمرِ الصَّعبِ لمَن اعتادَ ذلكَ! وقد يكونُ صعبًا على الّذينَ جعلوا بيوتَهم فنادقَ كما قالَ الكاتبُ والمفكرُ المصري سلامة موسى قبلَ عشرات السِّنين؛ قاصدًا بذلكَ الّذين يأْتونَ من أَعمالهم فيغتسلونَ ويأَكلونَ ويخرجونَ الى المقاهي والملاهي... ولا يعودونَ إِلّا ليناموا.

      ما دام عندنا الأَطبّاءُ والباحثونَ والمرجعيّاتُ العلميّةُ فمن حقّنا أَن نتساءَلَ: لِمَ هذا الهلعُ والتّهافتُ على المُجمَّعاتِ التّجاريّةِ لشراءِ الحاجِيّاتِوكنزِها في البيتِ ونحن أَبناءُ القرنِ الواحدِ والعشرين وعندنا فيضٌ في كلِّ شيء؟ ولو قرأَنا التّاريخَ لقالَ لنا كم من جائِحاتٍ مثلِ هذهِ وأَصعبَ منها جاءَت وحصدت ما طاب لها من البشرِ وتلاشت، وظلّ الإنسانُ هو الإنسان ، البقاءُ له على الأَرضِ، والبقاءُ لِلهِ في كلِّ مكان.

أخبار ذات صلة