رفضت تايلاند طلب كمبوديا عقد مفاوضات في أرض محايدة لإنهاء نزاع حدودي بين البلدين، أسفر خلال أسبوعين عن مقتل أكثر من 40 شخصًا ونزوح مئات الآلاف. وعلى الرغم من اتفاق الطرفين، أمس، على عقد محادثات غدًا الأربعاء، لا يزال الخلاف قائمًا بشأن مكان انعقادها. وقال وزير الخارجية التايلاندي، سيهاساك فوانغكيتكياو، خلال قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) المنعقدة اليوم في كوالالمبور، إن الاتفاق السابق كان "متسرعًا"، معتبرًا أنه "في بعض الأحيان يجب الجلوس ومناقشة الأمور بعمق". وشدد فوانغكيتكياو على أن المفاوضات "ستُجرى في إطار لجنة الحدود المشتركة القائمة"، التي تعقد اجتماعاتها بالتناوب في كل من البلدين. وأوضحت اللجنة أن الجولة السابقة عُقدت في كمبوديا، فيما من المقرر أن تستضيف تايلاند الجولة المقبلة في مقاطعة تشانثابوري، وهو ما تعارضه بنوم بنه. في المقابل، دعا وزير الدفاع الكمبودي، تي سيها، إلى عقد الاجتماع في "مكان آمن ومحايد"، في ظل استمرار القتال على طول الحدود. كما أبدت ماليزيا، التي تتولى الرئاسة الدورية لآسيان، استعدادها لاستضافة الاجتماع في كوالالمبور. لكن تايلاند أصرت على عقد المفاوضات على أراضيها، معتبرة أن مقاطعة تشانثابوري "لا تشهد قتالًا يُذكر" حاليًا، بحسب وزير الدفاع التايلاندي ناتافون ناركفانيت. وأكد المتحدث باسم وزارة الدفاع، سوراسانت كونغسيري، أن الاجتماع سيُعقد في تشانثابوري كونها "آمنة"، مضيفًا أن "الأمر يعود إلى كمبوديا إذا كان ذلك سيعرّض المحادثات للخطر". وفي نهاية تشرين الأول الماضي/ أكتوبر، وقّع الطرفان اتفاقًا لوقف إطلاق النار في كوالالمبور، غير أن بانكوك علّقته بعد أسابيع، عقب انفجار لغم أدى إلى إصابة جنود تايلانديين. وتجدد القتال في 7 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، على خلفية نزاع بين المملكتين على أراضٍ تضم معابد تعود إلى إمبراطورية الخمير، على امتداد حدود يبلغ طولها نحو 800 كيلومتر. وبحسب الحصيلة الرسمية، قُتل 44 شخصًا منذ تجدّد الاشتباكات، بينهم 23 في تايلاند و21 في كمبوديا، فيما أدّى النزاع إلى نزوح أكثر من 900 ألف شخص من جانبي الحدود.