قال ‌وزير الخارجية ‌الروسي سيرغي لافروف، في تصريحات نشرتها وكالة “تاس” الحكومية للأنباء الليلة الفائتة، إن أي وحدات عسكرية أوروبية يتم نشرها في أوكرانيا ستصبح أهدافا مشروعة للقوات المسلحة الروسية. كما اتهم لافروف الساسة الأوروبيين بأنهم مدفوعون “بأطماع” في علاقاتهم مع كييف متجاهلين ‌مصالح شعب أوكرانيا وشعوب دولهم. وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي عرج على مدينة هاليفاكس الكندية السبت في طريقه إلى فلوريدا، قد تلقى دعما قويا من الأوروبيين وكندا عشية اجتماعه المرتقب مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وكانت روسيا قد شنت في الساعات الأولى من صباح السبت وقبيل انطلاق زيلينسكي في رحلته إلى كندا والولايات المتحدة، ضربات مكثفة استهدفت العاصمة كييف ومحيطها، ما أسفر عن مقتل شخصين. واعتبر زيلينسكي أن الهجوم الروسي على كييف يظهر أن روسيا “لا تريد إنهاء الحرب”. لكن وزارة الدفاع الروسية أعلنت في الوقت نفسه عن إسقاط أكثر من 230 طائرة مسيرة أوكرانية فوق روسيا السبت. ومن جهته، أكد المستشار الألماني فريدريش ميرتس السبت أن زيلينسكي يحظى “بالدعم الكامل” من القادة الأوروبيين وكندا قبيل لقائه المقرر في اليوم التالي مع الرئيس الأميركي. وذكّر بأن جهود الأوروبيين وكندا من أجل “سلام دائم وعادل في أوكرانيا” سيتم تنفيذها “بالتنسيق الوثيق مع الولايات المتحدة”. أما رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين فشددت عبر منصة إكس عقب اللقاء بين زيلينسكي والقادة الأوروبيين، على ضرورة أن يكون السلام “عادلا ودائما ويصون سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها”. ورأى رئيس الوزراء الكندي مارك كارني أثناء استقباله زيلينسكي في نوفا سكوتيا، أن تحقيق سلام عادل ودائم” في أوكرانيا ممكن، لكنه شدّد على أن “هذا يتطلب استعدادا روسيا للتعاون”، مدينا “همجية” الضربات الروسية على العاصمة الأوكرانية ليل الجمعة السبت. ويتوقع أن تركز محادثات الرئيسين الأوكراني والأميركي على “المسائل الحساسة” المتمثلة في مصير منطقة دونباس الأوكرانية والضمانات الأمنية الغربية لكييف، في إطار المفاوضات المتعلقة بالخطة الأميركية الرامية إلى إنهاء الحرب المستمرة منذ أربع سنوات مع روسيا. واتهم نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف الجمعة كييف وحلفاءها الأوروبيين بالسعي إلى “نسف” المفاوضات، داعيا إلى العودة إلى النسخة السابقة، وإلا “لن يتم التوصل إلى أي اتفاق”. وحذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين السبت “إذا لم تكن سلطات كييف راغبة في تسوية هذه المسألة سلميا، فسنحلّ كل المشكلات التي تواجهنا بالطريقة العسكرية”. من جهته، حذّر ترامب زيلينسكي من أن لا شيء مضمونا حتى يعطي هو “موافقته”. وقال لموقع بوليتيكو “لا يملك الرئيس الأوكراني أي شيء حتى أوافق أنا عليه”، مردفا “لذا سنرى ما لديه”. وأضاف “أعتقد أن الأمور ستسير على ما يرام معه، وستسير على ما يرام مع بوتين”، مشيرا إلى أنه سيتحدث “قريبا” إلى الرئيس الروسي.