قال الجيش الأمريكي إن جنديين ومترجما فوريا مدنيا قتلوا في سوريا أمس السبت برصاص مسلح مشتبه بانتمائه لتنظيم داعش استهدف رتلا لقوات أمريكية وسورية قبل أن يُقتل بالرصاص. وقالت مصادر سورية أن المهاجم كان أحد أفراد قوات الأمن السورية. وكان مسؤولان سوريان محليان أعلنا أن "مجهولين" أطلقوا النار على دورية عسكرية أمريكية سورية مشتركة في وسط سوريا. وذكرت وسائل إعلام محلية عن وقوع إصابات في صفوف الجنود الأميركيين. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن قوات مشتركة سورية وأمريكية أقدمت على قطع طريق دير الزور-دمشق ومنعت المرور عليه بشكل كامل، في إجراء أمني طارئ. وقال المرصد، في بيان صحفي ، إن ذلك يأتي بالتزامن مع هجوم تعرض له وفد أمريكي أثناء تجوله في تدمر. وأشار المرصد إلى مغادرة الوفد المنطقة على وجه السرعة، متجهًا نحو قاعدة التنف، في ظل استنفار أمني واسع وتشديد للإجراءات في محيط المنطقة. وشهدت سماء مدينة تدمر تحليقًا مكثفًا لطائرات حربية أمريكية على علو منخفض، تخلله إلقاء بالونات حرارية، بالتزامن مع حالة استنفار أمني للقوات الحكومية السورية في المنطقة وسماع أصوات إطلاق رصاص، طبقا للمرصد. يأتي الهجوم بعد مرور شهر تقريبا على إعلان سوريا توقيعها اتفاق تعاون سياسيا مع التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية، والذي تزامن مع زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى البيت الأبيض. وقال ثلاثة مسؤولين سوريين لرويترز إن المهاجم كان أحد أفراد قوات الأمن السورية. وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية نور الدين البابا لقناة الإخبارية السورية “هذا المنفذ ليس ليه أي توصيف قيادي داخل الأمن الداخلي”. وأضاف “هذا المنفذ في العاشر من الشهر الحالي صدر تقييم بأنه قد يكون يملك أفكارا تكفيرية أو متطرفة، وكان هناك قرار سيصدر غدا الأحد في أول يوم دوام (عمل) بحقه لكن قدر الله أن يقع الهجوم السبت في العطلة الإدارية”. وتوعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في منشور على منصة تروث سوشيال “برد صارم جدا”، معبرا عن أسفه على فقدان “ثلاثة وطنيين عظماء”. ووصف الحادث في تصريحات للصحفيين بأنه هجوم “مروع”. وقالت القيادة المركزية للجيش الأمريكي إن ثلاثة عسكريين أمريكيين آخرين أصيبوا بجروح. وأضافت في بيان أن الهجوم الذي نفذه مسلح منفرد وقع “بينما كان الجنود يشتبكون مع قائد رئيسي” في مدينة تدمر بوسط سوريا. وذكر وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي أن “قوات حليفة” قتلت المهاجم. وقال مسؤول أمريكي رفيع المستوى إن التقييمات الأولية تشير إلى أن تنظيم داعش نفذ الهجوم على الأرجح، رغم أن التنظيم المتشدد لم يعلن مسؤوليته عنه حتى الآن. وأضاف المسؤول أن الهجوم وقع في منطقة لا تسيطر عليها الحكومة السورية. وقال نورالدين البابا إن سوريا حذرت من احتمال وقوع هجوم لداعش في تلك المنطقة لكن “القوات لم تأخذ التحذيرات بعين الاعتبار”. وأضاف أن سوريا ستحدد ما إذا كان المهاجم على صلة بتنظيم داعش أم أنه مجرد مؤيد لفكر التنظيم.