إذا عملت المنشآت بكامل طاقتها، فستكون إيران قادرة على إنتاج مئات الصواريخ شهريًا. ويشير إلى أن النشاط على الأرض يوحي بوجود إنتاج جارٍ بالفعل، لكن لا توجد أدلة كافية للجزم بذلك. ولا تزال إيران بعيدة عن مستوى القدرة الذي كانت تملكه سابقًا، إلا أنها تستثمر موارد كبيرة للعودة إليه قال تقرير، نشرته صحيفة، وول ستريت جورنال، اليوم الخميس، إن إسرائيل ترصد تسارعًا في جهود طهران لإعادة تأهيل منظومة الصواريخ الباليستية وزيادة وتيرة إنتاجها، وفق ما أفادت به الصحيفة وبحسب تقديرات تستند إلى تحليلات حديثة نُقلت في التقرير، إذا نجحت إيران في إعادة منشآت الإنتاج إلى العمل بكامل طاقتها كما تسعى، فقد تصل إلى قدرة إنتاج تبلغ مئات الصواريخ شهريًا. وتأتي هذه التطورات في خلفية تصريحات علنية صادرة عن القيادة الإسرائيلية. فقد قال رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أمس خلال حفل تخريج دورة طيران إن إسرائيل تراقب عن كثب إعادة تسلح حماس وحزب الله وإيران، وإنها "ستتحرك إذا لزم الأمر". كما شدد وزير الحرب وقائد سلاح الجو في المناسبة ذاتها على أن إسرائيل لن تسمح بنشوء تهديدات جديدة. وبحسب نتنياهو، فإن إسرائيل لا تسعى إلى مواجهة، لكنها تبقي عينيها مفتوحتين على أي خطر محتمل. وتُقال هذه التصريحات قبيل لقاء نتنياهو المرتقب في الولايات المتحدة مع الرئيس دونالد ترامب الأسبوع المقبل. ووفق مصدر إسرائيلي، من المتوقع أن تُطرح في المحادثات تقديرات الوضع بشأن تقدم إيران في مجال الصواريخ الباليستية واحتمال شن حرب إضافية. ومع ذلك، لا يزال من غير الواضح كيف ستتعامل الإدارة الأمريكية مع احتمال شن ضربات جديدة. وبحسب التقرير، تعمل إيران على إعادة بناء قدرات إنتاج الصواريخ، لكنها تتصرف بحذر أكبر فيما يتعلق بالمواقع النووية الرئيسية التي تعرضت للقصف. ووفق التقديرات، ألحقت إسرائيل في موجات هجوم سابقة أضرارًا بالصواريخ ومنصات الإطلاق والمعدات اللازمة لإنتاج الوقود الصلب، ما ترك إيران أمام فجوة كبيرة يتعين عليها سدّها. في المقابل، اتخذت الولايات المتحدة خطوات ضد سلاسل إمداد برنامج التسلح الإيراني. ففي مطلع كانون الاول/ديسمبر، سيطرت قوة أمريكية خاصة على سفينة في المحيط الهندي وصادرت معدات عسكرية كانت مخصصة لبرنامج الصواريخ الإيراني قادمة من الصين. كما فرضت وزارة المالية الأمريكية عقوبات على عشرات الجهات في أوروبا والشرق الأوسط وآسيا ساهمت في إنتاج الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة الإيرانية. وتُظهر صور أقمار صناعية التُقطت مؤخرًا ونشرتها وكالة أسوشيتد برس أن إيران تعيد بناء مواقع إنتاج الصواريخ التي تضررت في الهجمات الأخيرة. ووفق سام لير، الباحث في مركز جيمس مارتن لدراسات عدم الانتشار، إذا عملت المنشآت بكامل طاقتها، فستكون إيران قادرة على إنتاج مئات الصواريخ شهريًا. ويشير إلى أن النشاط على الأرض يوحي بوجود إنتاج جارٍ بالفعل، لكن لا توجد أدلة كافية للجزم بذلك. ولا تزال إيران بعيدة عن مستوى القدرة الذي كانت تملكه سابقًا، إلا أنها تستثمر موارد كبيرة للعودة إليه. والتقدير السائد الذي تتناقله وسائل الإعلام الأمريكية في الأيام الأخيرة هو أن إيران لن تبادر إلى هجوم، بسبب ضعفها النسبي بعد الحرب والأزمات الداخلية التي تعاني منها، وكذلك خشيتها من رد أمريكي. ووفق هذه التقديرات، فإن الإلحاح في الجانب الإسرائيلي ينبع من شعور بوجود «نافذة فرص» محدودة للتحرك، قبل أن تتمكن إيران من تعزيز قدراتها مجددًا وإعادة تأهيل منظومة الصواريخ بشكل كامل، وذلك في ظل إعادة بناء منظومة الدفاع الجوي في البلاد.