قال تقرير لوكالة رويترز، إن مسؤولين فرنسيين وسعوديين وأمريكيين، أجروا اليوم الخميس، محادثات مع قائد الجيش اللبناني في باريس، بهدف وضع اللمسات الأخيرة على خريطة طريق تمهّد لتفعيل آلية نزع سلاح "حزب الله"، وتأتي هذه الخطوة في سياق الجهود الدولية لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان. وقال أربعة دبلوماسيين ومسؤولين من أوروبا ولبنان لوكالة "رويترز" إن اجتماع باريس يهدف إلى تهيئة ظروف أفضل لتحديد ودعم آليات عملية نزع السلاح والتحقق منها، بما يدفع إسرائيل إلى الإحجام عن التصعيد، مع تزايد المخاوف من انهيار وقف إطلاق النار. وأضافوا أن اقتراب موعد الانتخابات التشريعية في لبنان، المقررة في عام 2026، أثار مخاوف من أن يؤدي الجمود السياسي إلى تفاقم الاضطرابات في البلاد، ويَثني رئيس الجمهورية جوزيف عون، عن الضغط لمواصلة عملية نزع السلاح. وقال أحد المسؤولين الكبار، الذي طلب عدم ذكر اسمه: "الوضع مضطرب للغاية ومليء بالتناقضات، ولن يتطلب الأمر الكثير لإشعال الموقف". وأضاف: "لا يريد عون أن يجعل عملية نزع السلاح علنية أكثر من اللازم، لأنه يخشى من أن يؤدي ذلك إلى إثارة حفيظة الشيعة في الجنوب وتصعيد التوتر". وأوضح الدبلوماسيون والمسؤولون أن الفكرة الأساسية تتمحور حول تعزيز آلية وقف إطلاق النار القائمة، عبر إشراك خبراء عسكريين فرنسيين وأميركيين وربما من دول أخرى، إلى جانب قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، في ظل افتقار الجيش اللبناني إلى القدرات اللازمة لنزع سلاح "حزب الله". وتأمل الأطراف المعنية بتنظيم مؤتمر في مطلع العام المقبل لدعم الجيش اللبناني، إلى جانب مؤتمر منفصل للمساعدة في إعادة الإعمار، خاصة في الجنوب. وتؤكد مصادر لبنانية أهمية دعم الجيش للقيام بمهامه الممتدة في مختلف المناطق، وليس فقط في الجنوب، فيما يُعوَّل على اجتماع "الميكانيزم" المرتقب يوم الجمعة لدعم مسار الحل الدبلوماسي، وسط تمسّك لبنان بخيار التفاوض، لا الحرب. في المقابل، تدفع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية نحو التصعيد، بذريعة تحجيم قدرات "حزب الله" في الجنوب ومناطق أخرى، مع التركيز على بيروت، حيث تزعم إسرائيل إن الحزب يُعيد بناء بناه التحتية العسكرية. وبينما تُواصل إسرائيل هجماتها في لبنان بوتيرة شبه يومية، تشير تقديرات إسرائيلية إلى احتمال التصعيد خلال الفترة القريبة، بالتزامن مع زيارة مرتقبة لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إلى واشنطن.