رسائل متضاربة في صفوف "أمريكا أولًا": انقسام داخل معسكر ترامب حول الموقف من الحرب بين إسرائيل وإيران نشر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الثلاثاء، رسالة نصية تلقاها من السفير الأمريكي في إسرائيل، مايك هاكبي، دعاه فيها إلى "الاستماع لصوت الله ولحدسه الداخلي" في ما يتعلق بالموقف من إيران. وقال هاكبي في رسالته: "سيدي الرئيس، لقد حفظك الله في باتلر، بنسلفانيا، (في إشارة إلى محاولة الاغتيال الفاشلة) لتكون الرئيس الأكثر تأثيرًا منذ قرن، وربما في تاريخ الولايات المتحدة." وأضاف: "هناك العديد من الأصوات من حولك، لكن هناك صوت واحد فقط يهم – صوته هو." هاكبي، وهو من الطائفة الافنغيلية المسيحية الصهيونية قال أيضًا: "لم أُحاول التأثير عليك كثيرًا، لأنني أثق بحدسك. لم يكن هناك رئيس، منذ ترومان عام 1945، في موقعك هذا... أنت لم تختر هذه اللحظة، بل هي التي اختارتك." رسالة هاكبي جاءت وسط تصاعد الخلافات داخل التيار اليميني المؤيد لترامب (MAGA) حول مدى تأييد التدخل الأمريكي في المواجهة بين إسرائيل وإيران. من جهتها، كتبت مارجوري تايلور غرين، النائبة الجمهورية اليمينية المتشددة، أن "كل من يتلهف لتورط أمريكي كامل في حرب إسرائيل/إيران لا يمثل شعار 'أمريكا أولًا'"، مضيفة: "لا أريد رؤية إسرائيل أو إيران أو غزة أو أوكرانيا أو روسيا تحت القصف. ولا نريد أن نُجبر على المشاركة أو الدفع مقابل ذلك!" وأنهت منشورها بكتابة شعار: "أمريكا أولًا! أمريكا أولًا! أمريكا أولًا!!! هكذا نعيد لأمريكا عظمتها!" أمّا الإعلامي المحافظ المؤثر تاكر كارلسون، المعروف بقربه من ترامب، أعرب عن رفضه للتدخل الأمريكي في الحرب، قائلاً إن على الولايات المتحدة أن "تدع إسرائيل تقاتل حروبها بنفسها"، معتبرًا أن إسرائيل دولة مستقلة يمكنها اتخاذ قراراتها وحدها، لكن ليس بدعم أمريكي تلقائي. ترامب لم يتأخر في الرد، وكتب على منصته تروث سوشيال: "ليشرح أحد من فضلكم لتاكر كارلسون المجنون أن إيران يجب ألا تمتلك سلاحًا نوويًا أبدًا." وفي لقاء مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر على هامش قمة مجموعة السبع في كندا، أضاف ترامب: "لا أعرف ما الذي يقوله تاكر، فليذهب إلى التلفاز ويقله إن كان يريد أن يسمعه الناس." وفي منشور لاحق كتب: "لـ‘أمريكا أولًا‘ معانٍ عظيمة، منها أن إيران لا يجب أن تحصل على سلاح نووي. أعيدوا لأمريكا عظمتها!" لورا لوومر، ناشطة يمينية مقربة من ترامب، هاجمت المترددين في دعم ترامب، قائلة إن "أمريكا أولًا" تعني ما يقرره ترامب فقط، لأنه هو من أنشأ الحركة. وانتقدت من قالت إنهم "باعوا أنفسهم للمال العربي"، كما سخرت من تاكر كارلسون بلقب "تاكر قطرلسون"، في إشارة إلى مزاعم تمويل قطري لحملات مؤيدة لفلسطين في أمريكا. وهاجم نائب الرئيس الأمريكي، جيه دي فانس، مزاعم ديفيد ريابوي، أحد مؤيدي ترامب، والتي ادعى فيها أن فريق فانس قام بتسريب معلومات بهدف التأثير على ترامب لثنيه عن مهاجمة إيران. وقال فانس: "هذا الفاشل (الذي دعم رون ديسانتيس في الانتخابات التمهيدية عام 2024) يهاجم الآن فريقي الذي يعمل بلا توقف لتنفيذ أجندة الرئيس. لا يملك أي دليل على هذا الافتراء التافه، لأنه ببساطة لا يوجد." ويُعرف فانس بتوجهه الانعزالي في السياسة الخارجية، ويُعتقد أنه يحاول التأثير خلف الكواليس على موقف الإدارة من الملف الإيراني. ومع ذلك، تشير التقديرات إلى أنه في حال قرر ترامب الموافقة على تدخل أمريكي ضد إيران، فإن فانس سيدعم هذا القرار علنًا.