كشفت صحيفة "الغارديان" البريطانية، في تحقيق حصري، عن تورط شركات مسجلة في بريطانيا في تجنيد مئات المرتزقة الكولومبيين للقتال إلى جانب ميليشيات الدعم السريع في السودان، المتهمة بارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية. وربط التحقيق، الذي أعده مارك تاونسند، بين شقة متواضعة شمال لندن وشبكة دولية لتجنيد المرتزقة، يديرها أشخاص خاضعون لعقوبات أميركية بسبب دورهم في تأجيج الحرب بالسودان. وأشار إلى أن هذه الشبكة شاركت في تجنيد مقاتلين كولومبيين شاركوا في الهجوم على مدينة الفاشر بإقليم دارفور أواخر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وما أعقبه من تصعيد دموي شمل عمليات قتل واغتصاب واسعة بحق المدنيين. وأوضح التحقيق أن المرتزقة لعبوا أدوارًا متقدمة في تشغيل الطائرات المسيّرة وتدريب المقاتلين، بل وحتى تدريب أطفال، وأسهموا في القتال بدارفور وكردفان. وبيّن أن شركة محورية في القضية، حملت لاحقًا اسم "زيوس غلوبال"، سُجلت شمال لندن برأسمال محدود، قبل أن يفرض عليها وعلى مؤسسيها الكولومبيين عقوبات أميركية بتهمة تجنيد مرتزقة لصالح ميليشيات الدعم السريع. ووفق وزارة الاقتصاد الأميركية، يقف في قلب الشبكة ألفارو أندريس كيخانو بيسيرا، وهو ضابط كولومبي متقاعد مقيم في الإمارات، إلى جانب زوجته وشركاء آخرين متهمين بإدارة التمويل والرواتب وتحويل ملايين الدولارات خلال عامي 2024 و2025. وأشار التحقيق إلى أن الشركة غيّرت عنوانها إلى وسط لندن عقب إعلان العقوبات، مستخدمة عناوين مرتبطة بفنادق فاخرة نفت أي صلة بها، ما أثار تساؤلات حول الرقابة والشفافية. كما نقل عن خبراء والأمم المتحدة قلقهم من سهولة تأسيس شركات في بريطانيا واستخدامها كواجهات لأنشطة خطيرة، رغم تأكيد الحكومة البريطانية تشديد إجراءات التحقق وفرض عقوبات على قادة في قوات الدعم السريع، والدعوة إلى وقف الانتهاكات وحماية المدنيين في السودان.