اختفى ما لا يقل عن 16 ملفا من الموقع الإلكتروني العام لوزارة القضاء الأمريكية الخاص بالوثائق المتعلقة بجيفري إبستين ومن بينها صورة يظهر فيها الرئيس دونالد ترامب، وذلك بعد أقل من يوم على نشرها، من دون أي تفسير حكومي أو إخطار للرأي العام. ووفقًا لوكالات الأنباء، كانت الملفات المفقودة متاحة أمس الأول الجمعة، لكنها لم تعد قابلة للوصول بحلول يوم السبت. وشملت الملفات صورا للوحات تصور نساء عاريات، وصورة أخرى تظهر سلسلة من الصور الفوتوغرافية الموضوعة على خزانة جانبية وداخل أدراج. وفي تلك الصورة، وداخل أحد الأدراج بين صور أخرى، ظهرت صورة تجمع ترامب إلى جانب إبستين، وميلانيا ترامب، وجيسلين ماكسويل، الشريكة المقربة لفترة طويلة لإبستين. وجاء نشر وثائق متعلّقة بملف المجرم الجنسي جيفري إبستين، الجمعة، مع انقضاء المهلة القانونية التي حدّدت للإدارة الأمريكية لكشف ملابسات هذه القضيّة الشديدة الحساسية، علماً أنها دفعة أولى من المستندات التي تؤكّد السلطات أنها هائلة. غير أن هذه المنشورات التي تتضمّن صوراً لشخصيات بارزة أثارت انتقادات وردوداً قوية من جهات مختلفة. وفقًا لتقرير وكالة فرانس برش، في ما يأتي أبرز ما نعرفه عن هذه الوثائق. يتوقّع أن تساعد هذه المنشورات الجديدة في إماطة اللثام عن الشخصيات التي كانت تدور في فلك جيفري إبستين، من مديري أعمال وأكاديميين ومشاهير وسياسيين، بمن فيهم الرئيس دونالد ترامب ما الذي نُشر؟ نشرت وزارة القضاء الأمريكية، عصر الجمعة، رابطاً لما سمته “مكتبة إبستين” (Epstein Library)، التي تتضمّن أربع مجموعات من المستندات هي سجلات من المحكمة، وأخرى كشفت عنها وزارة القضاء وتشكل غالبية المستندات الجديدة، إضافة إلى طلبات قدّمت في إطار حرية التعبير، ووثائق أفصحت عنها لجنة الإشراف في مجلس النواب الأمريكي. وقال تود بلانش، نائب وزيرة العقضاء، الجمعة، إنه سيتم نشر مئات الآلاف من المستندات ومئات آلاف أخرى في الأسابيع المقبلة. لكن تبيّن أن الكثير من المستندات سبق أن صدر من قبل. ونشرت الوزارة وثائق جديدة الجمعة بلغ مجموعها حوالى 3900. وتتضمّن المنشورات صوراً فوتوغرافية عدة لم تعمّم سابقاً يظهر فيها سياسيون ومشاهير. وتشتمل أيضاً على تسجيلات مصوّرة من المركز الإصلاحي في نيويورك يوم أقدم جيفري إبستين على الانتحار سنة 2019 بانتظار محاكمته بتهم اتجار بالجنس. ماذا تظهره الوثائق؟ في أغلب الحالات، لا تُظهر الوثائق معلومات كثيرة بسبب تعرّضها لتمويه كبير. وعلى سبيل المثال، فقد حُجبت قائمة بأسماء 254 مدلكة بالكامل. وفي حالات أخرى، لا تُقدّم الكثير من المعلومات عن الخلفية، ما يصعّب فهم السياق. ويضم مستند مثلاً عشرات الصور المموّهة لأشخاص عراة أو شبه عراة. ويظهر إبستين مع أصدقاء له في بعض الصور وهم يحملون أسلحة نارية بوجوه مموّهة أيضاً. ويتوقّع أن تساعد هذه المنشورات الجديدة في إماطة اللثام عن الشخصيات التي كانت تدور في فلك جيفري إبستين، من مديري أعمال وأكاديميين ومشاهير وسياسيين، بمن فيهم الرئيس دونالد ترامب. لكن من غير الواضح إلى أي مدى ستسمح وزارة القضاء، التي تقرّر ما الذي سينشر، بالكشف عن المستندات وتعميمها. وكان ترامب من أصدقاء إبستين قبل أن يقطع علاقته به، وذلك قبل أن يتم توقيفه في 2019. من الشخصيات الظاهرة في الصور؟ يظهر الرئيس الأسبق بيل كلينتون في صور كثيرة، من بينها صورة له مسترخياً في حوض استحمام ساخن مع شخص مموّه الوجه. ومن بين المشاهير المعنيين: مايكل جاكسون وديانا روس وميك جاغر، كلهم إلى جانب كلينتون. ويظهر في صور أخرى الأمير السابق أندرو وطليقته سارة فيرغسون، والممثل كيفن سبايسي، والملياردير البريطاني ريتشارد برانسون. أما في الولايات المتحدة حيث الاستقطاب شديد، فأتت ردود الفعل حزبية في المقام الأول. ولم يفوّت البيت الأبيض فرصة انتقاد بيل كلينتون. وكتب مدير التواصل ستيفن تشونغ في منشور على “إكس”: “بيل كلينتون يسترخي بكل بساطة مرتاح البال. وهو ما كان ليعلم…”. واعتبر البيت الأبيض أن نشر هذه الملفات يثبت الشفافية التي يلتزمها. غير أن السيناتور الديموقراطي المعارض تشاك شومر اعتبر أن المستندات المنشورة الجمعة والمموّهة بجزء كبير منها هي غيض من فيض الأدلة القائمة. وقال شومر إن “مجرد نشر جبل من الصفحات التي تم حجبها ينتهك جوهر الشفافية ونص القانون”، مشيراً إلى أن 119 صفحة من مستند واحد حُجبت بالكامل. وبرزت أيضاً ردود منتقدة في المعسكر الجمهوري. واتّهم النائب توماس ماسي، الذي كان من داعمي القانون الذي ألزم الإدارة الأمريكية الكشف عن ملفات إبستين، وزيرة القضاء بام بوندي بـ“احتجاز بعض المستندات”. وأكدت مارجوري تايلور غرين، التي كانت من كبار مؤيدي ترامب قبل أن يتبدّل موقفها وتستقيل من الكونغرس، أن “الفكرة برمّتها تقضي بعدم حماية الأشخاص المعرضين سياسياً والمسؤولين الحكوميين”.