قُتل ثلاثة أشخاص على الأقل، اليوم الأحد، جراء إطلاق نار خلال تظاهرات احتجاجية للمواطنين السوريين من الطائفة العلوية في غرب سوريا، وفق ما أعلنت وزارة الصحة في سلطة الأمر الواقع، في حين أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن اثنين من القتلى سقطا برصاص عناصر ما يسمى "الأمن العام" التابعين لسلطة الأمر الواقع. ونقل مصدر طبي لوكالة "فرانس برس" أنه جرى نقل جثتين إلى مستشفى محلي، بينما لم تؤكد سلطة الأمر الواقع أنها أطلقت النار، مكتفية بالإعلان عن "احتواء الموقف"، وزعمت أن ما وصفتهم بـ"فلول" نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد هاجموا عناصر "الأمن". وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن عناصر "الأمن" دفعت بمدرعات عسكرية إلى محيط أحد تجمعات المتظاهرين السلميين قرب دوار الأزهري في مدينة اللاذقية، كما استخدمت سيارات الإطفاء لرش المياه على المحتجين في مدينة جبلة. وأضاف أن عناصر "الأمن" نفذت "اشتباكات وهمية"، تظاهرت خلالها بمهاجمة "فلول النظام"، في محاولة لخلق ذريعة لمهاجمة المتظاهرين العزل والاعتداء عليهم وتفريقهم، بهدف فضّ المظاهرات وإفشالها. وفي السياق ذاته، أقدمت عناصر "الأمن" على ملاحقة وقمع مظاهرات سلمية شهدتها عدة مدن وقرى في محافظات اللاذقية وطرطوس وحمص وحماة، بالتزامن مع تنفيذ مداهمات واقتحامات لمنازل المواطنين في حيي الدعتور والأزهري بمدينة اللاذقية، إضافة إلى مناطق أخرى شهدت الاحتجاجات، حيث أُطلق النار في الهواء. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، نقلًا عن مصادر محلية، إن المظاهرات انطلقت بشكل سلمي، من دون تسجيل أي مظاهر تسلّح أو اعتداء، إلا أن السلطات سارعت إلى الاعتداء على المتظاهرين وملاحقتهم، ولا سيما في حي الدعتور بمدينة اللاذقية، حيث نُفذت مداهمات واقتحامات للمنازل، ترافقت مع إطلاق نار في الهواء وبثّ حالة من الخوف بين السكان. وأضافت المصادر أن هذه الإجراءات جاءت بعد وقت قصير من بدء الاحتجاجات. وترافق ذلك مع اتهامات لما يُعرف بـ"الشبيحة الجدد" الموالين لسلطة الأمر الواقع الجديدة، بالتضييق على الحريات العامة واستهداف المحتجين السلميين. ويأتي هذا التصعيد عقب دعوة أطلقها رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، الشيخ غزال غزال، دعا فيها الأهالي إلى تنظيم اعتصامات سلمية تمتد من الساعة الثانية عشرة ظهرًا وحتى الخامسة مساءً. وأكد غزال أن ما وصفه بـ"غضب الكرامة" بلغ ذروته، وأن المرحلة المقبلة ستكون مفصلية، مع التشديد على أن الاعتصامات المرتقبة ستكون سلمية وحاشدة، وتهدف إلى إيصال رسالة واضحة للعالم بأن الإهانة أو التهميش مرفوضان، وأن الشارع قادر على فرض حضوره. وأضاف أنّ هذه الدعوة ستحمل تحوّلاً في الموازين، مع "طوفان بشري سلمي" يملأ الساحات، في تأكيد على التمسك بالحقوق ورفض الخضوع لأي مشاريع تُفرض بالقوة أو تتجاوز إرادة الناس.