news-details

أهم المحطات في تاريخ الصحافي الراحل مناصر القضية الفلسطينية روبرت فيسك

رحل الصحافي البريطاني روبرت فيسك، بعد باع طويل في تغطية أحداث الشرق الأوسط، منذ سبعينات القرن الماضي، ليقف مناصرًا للقضية الفلسطينية اثر تغطيته العدوان على غزة عام 2008 وجرأته على التحدث عن مجازر الاحتلال بحق الفلسطينيين.
ورحل الكاتب فيسك، ليلة الاثنين، في منزله في دبلن، وفقًا لما نقلته الصحف البريطانية، إثر إصابته بسكتة دماغية، نقل على اثرها، يوم الجمعة الماضي، إلى مستشفى "سانت فينسنت"، وتوفي بعد فترة قصيرة عن عمر ناهز 74 عامًا.
وبدأ فيسك رحلته المهنية عام 1972، حين عمل لصالح صحيفة "لندن تايمز" في شمالي إيرلندا، خلال فترة اندلاع "المشاكل"، وهي نزاعات امتدت في البلاد منذ الستينيات وحتى التسعينيات.
وبحسب سيرته الذاتية، فإنّ فيسك الحائز على جائزة أفضل صحفي بريطاني 7 مرات، يعد من أشهر الصحافيين الحربيين في بريطانيا، بل وصف بأنه "أشهر مراسل حربي في القرن العشرين"، حيث قام بتغطية أحداث تاريخية محورية حول العالم، بالأخص في منطقة الشرق الأوسط.
وعارض فيسك "صفقة القرن"، وعلّق عليها بالقول إن خطته "قالت وداعاً لحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة، ووداعاً للقدس عاصمة لفلسطين، ووداعاً للأونروا، لكنها رحبت بالاحتلال الإسرائيلي الدائم للضفة الغربية والضم الكامل للمستوطنات الإسرائيلية التي أقيمت هناك منتهكة القانون الدولي".
وعاش فيسك في بيروت، وأمضى أكثر من 40 عامًا يغطي الحروب في المنطقة، خاصة في لبنان وسوريا، إضافة إلى الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، والحرب العراقية الإيرانية، والاحتلال الأميركي للعراق وغيرها.
وكتب في تقاريره خلال الحرب العراقية - الايرانية من بغداد حيث انتقد بشدة المراسلين الأجانب الآخرين الذين اتهمهم بتغطية الصراع من غرفهم بالفندق. كما غطى الحروب التي قادتها الولايات المتحدة في أفغانستان والعراق، ودان التدخل الأميركي في المنطقة. كما غطى غزو صدام حسين للكويت، وحرب عاصفة الصحراء. 
وقد فاز المراسل بعدد من أرقى الجوائز الصحفية خلال تغطيته أحداث الشرق الأوسط، من بينها جائزة "أورويل" كما حاز على "جوائز الصحافة البريطانية" عدة مرات، من بينها المراسل الدولي للعام، وأفضل مراسل أجنبي في العام.
ووصفته نيويورك تايمز، بأنه "أشهر مراسل دولي في بريطانيا". وقد انضم فيسك إلى طاقم تحرير صحيفة "لندن إندبندنت" عام 1989، وواصل العمل معهم حتى رحيله.
ويذكر أن فيسك كتب أطروحته للدكتوراه عن "حياد إيرلندا" خلال الحرب العالمية الثانية، وصدرت له عدة كتب أبرزها "الحرب الكبرى تحت ذريعة الحضارة" بـ 3 مجلدات، و"ويلات وطن"، وهو كتاب عن لبنان، الذي عاش فيسك فيه مدة طويلة من حياته، وقد انحاز لقضية الشعب السوري منذ العام 2012، وآمن بأن ما يحدث في سوريا كان مؤامرة مدبرة.
وكان فيسك أحد المراسلين الغربيين القلائل الذين أجروا مقابلة مع أسامة بن لادن، وهو ما فعله ثلاث مرات في التسعينيات، كما غطى العدوان الإسرائيلي على لبنان وغزة وانتفاضة العام 1987 وانتفاضة العام 2000 في فلسطين المحتلة، فضلاً عن الحرب الأهلية الجزائرية والثورات العربية العام 2011، وركز جهده على تغطية الحرب السورية وتداعياتها.

أخبار ذات صلة