news-details

إرهاب منهجي ضد الحزب الشيوعي الهندي الماركسي

اندلعت في مختلف أنحاء الهند، منذ بداية أيلول احتجاجات غاضبة، بعد إصابة آلاف من أعضاء الحزب الشيوعي الهندي الماركسي بجروح في هجمات فاشية متعمدة على مقرات الحزب ومرافقه الأخرى. ودان السكرتير العام للحزب سيتارام يشوريا السلوك العدواني لحزب رئيس الوزراء الهندي مودي، بهاراتيا جاناتا الحاكم في ولاية تريبورا أيضا. وشدد على أنه “يجب تصعيد المقاومة وهزيمة هذا الحزب”.

وأدت الهجمات، التي بدأت يومي 7 و8 أيلول الى إصابة الآلاف من أعضاء الحزب الشيوعي الماركسي، ودمرت 44 مقرًا للحزب، و67 منزلاً لكوادره وقادته. وأظهرت مقاطع فيديو اشتعال النيران في مباني الحزب وممتلكاته، وتتابعت الأنباء عن اشتباكات بين أعضاء الحزب الشيوعي الهندي الماركسي وحزب بهاراتيا جاناتا وأصيب ثلاثة صحفيين في هجوم على مكاتب صحيفة “براتيبادي كلام”، في المبنى الذي يضم مكتب ديلي ديشير كاتا القريبة من الحزب. لقد وقفت الشرطة صامتة خلال الهجمات، مما يثير الشكوك في تواطؤ الشرطة مع المهاجمين.

ويقود حزب بهاراتيا جاناتا ولاية تريبورا منذ فوزه في انتخابات 2018 بـ 36 مقعدًا مقابل 16 مقعدًا للحزب الشيوعي الماركسي. وبعد الانتخابات بدأ أنصار حزب بهاراتيا جاناتا حملة عنف ودمروا، على سبيل المثال، التماثيل والنصب التذكارية الشيوعية. وفي 8 أيلول الجاري، قامت المجاميع الفاشية بتشويه تمثال داساراث ديب أحد قادة المقاومة الشيوعيين، إبان الاستعمار البريطاني للهند. وندد الحزب في بيان له، بالعنف ضد اليساريين في الولاية، قائلاً إن الهجمات على مكاتبه “تم التخطيط لها مسبقًا” من قبل أنصار حزب بهاراتيا جاناتا اليميني العنصري الحاكم. “إن إفلات عصابات حزب بهاراتيا جاناتا من العقاب يثبت تسامح حكومة الولاية معهم. وجاءت هذه الهجمات في سياق عمل الحزب الحاكم على قمع أنشطة المعارضة في الولاية، الذي فشل في تحقيقها. إن هذا الهجوم الوحشي على الديموقراطية والمعارضة يجب أن يدان من قبل جميع الأحزاب وأصحاب العقول الديمقراطية “.

 وشدد الحزب على أن الحزب الحاكم في الولاية، والمدعوم من الحكومة الفيدرالية، “أطلق، العنان لعهد من الإرهاب والترهيب ضد جميع أنشطة المعارضة في تريبورا، حيث ركز غضبه وإحباطه على الحزب الشيوعي الماركسي والجبهة اليسارية. و”إنه لأمر مؤسف أن يكون رئيس الوزراء نفسه قد أدلى بأكثر التصريحات استفزازية والتهديدات والأكاذيب الصريحة لتبرير الهجمات ضد الحزب الشيوعي الماركسي.

منذ عام 2018 وحتى الوقت الحاضر، قُتل 21 من مؤيدي وأعضاء الحزب الشيوعي الماركسي بضمنهم امرأة. ودعا الحزب الحكومة المركزية إلى التدخل الفوري لضمان استعادة سيادة القانون وضمان سلامة مواطني الولاية. ودعا الحزب جميع أعضائه إلى “تنظيم احتجاجات للمطالبة بوقف الاعتداءات على الحزب الشيوعي الماركسي وحماية الحقوق الديمقراطية في الولاية.

الشيوعيون في الهند

في مقابلة أجرتها جريدة الحزب الشيوعي الألماني مع “ني رجا” عضوة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الهندي والسكرتيرة العامة للفيدرالية الوطنية للنساء الهنديات، في 5 تموز 2019، أشارت الى انه يوجد في الهند حزبان شيوعيان كبيران، وأحزاب صغيرة اخرى: الحزبان هما الحزب الشيوعي الهندي، والحزب الشيوعي الهندي (الماركسي)، نتيجة لانشقاق كبير في الحزب الشيوعي الهندي عام 1964، إثر الخلاف السوفييتي –الصيني الشهير، ولكن لا يعني هذا أن الثاني أكثر ماركسية من الأول، وجاءت إضافة المفردة بين قوسين للتميز فقط. والعلاقة اليوم بين الحزبين جيدة جدًا.

وفي السابق كان هناك تباين نظري بين ما كان يسمى “الديمقراطية الوطنية” و”ديمقراطية الشعب”، وقد تغير الوضع منذ زمن بعيد، وفقد الجمود العقائدي تأثيره. والحزب السياسي الذي يتمسك به يتلاشى، وقد قال ماركس مرة: إن هناك شيء واحد فقط لا يتغير، هو التغيير، ولهذا فالحزبان يعملان، منذ سنوات، معا بشكل مكثف، سواء في برلمان ولاية كيرالا وعلى المستوى الوطني، وهناك لجنة تنسيق مشتركة بينهما.

أخبار ذات صلة