news-details

إغتيال القنطار.. والصفحات السرّية لمعالجة اسرائيل جرحى سوريين!

كشفت القناة 12 الإسرائيلية، ضمن برنامج التحقيقات "عوفدا"، الجزء السري من ما سمّي عملية "حسن الجوار" في الجولان السوري، التي تم ضمنها نقل مصابين سوريين الى مستشفيات وبشكل خاص. 

وفقًا للبرنامج فإن ما مكّن في الواقع من نقل الجرحى السوريين الى الأراضي الإسرائيلية، هو منظومة علاقات بين مسلحين سوريين معارضين في الجنوب السوري، وبين ضباط استخبارات إسرائيليين. وأضافت القناة ان هؤلاء المسلحين السوريين عملوا كعناصر تنسيق مع ضباط الاستخبارات الإسرائيليين، وفي المقابل، حظوا بخط مفتوح مع إسرائيل بكل ما يتعلق بالمساعدة الإنسانية ونقل المصابين.

البداية كانت عندما قام مسلحون سوريون بالاقتراب من جنود جيش الإحتلال عند السياج الحدودي طالبين ضمادات وتجهيزات طبية لمعالجة المصابين. هذه المحادثات بالضبط أدت الى هذا المشروع الاستثنائي ومنظومة العلاقات النادرة التي لا سابق لها بين الجيش الإسرائيلي ومسلحين سوريين.  

يئير غولان، الذي كان يتولى حينها نائب رئيس أركان في جيش الإحتلال، قال "ادركت سريعا انه اذا اردنا ان نضيف مدماكا آخر على ما نعرف فعله على اراضينا فانه يجب ان نخرج، الى ما وراء السياج، والتأثير على ما يحدث في الفوضى التي تحدث بالقرب من الحدود". وتابع: الطريق للتأثير تكون بخلق منظومة علاقات معقدة مع السوريين. في كل منطقة خلقت علاقة استخبارية مع مندوب من المسلحين. وهو كان على اتصال مباشر مع عناصر الاستخبارات هنا في إسرائيل. ومقابل العلاج الطبي الذي يتلقاه عناصره، يقدم المساعدة في الحفاظ على الامن ونقل معلومات ذات صلة الى قوات الامن الإسرائيلي.

وبحسب البرنامج من منح المصادقة النهائية على هذه السياسات هو وزير الامن السابق، موشيه يعلون، الذي تولى منصبه عندما كانت الحرب الاهلية في سوريا في ذروتها.

في برنامج عوفدا، تم الاعتراف للمرة الأولى ان -إسرائيل هي من قامت باغتيال سمير القنطار في التاسع عشر من شهر كانون الأول 2015. وذلك بمساعدة مسلحين سوريين عملوا مع استخبارات اسرائيل!

العقيد احتياط ماركو مورنو، ضابط استخبارات سابق في الوحدة 504، الذي ادار العلاقات مع هؤلاء المسلحين السوريين، قال ان قائدا لمسلحين سوريين زودنا بمعلومات استخبارية أدت الى اغتيال سمير القنطار.

في تفاصل عملية الاغتيال، قامت طائرات حربية تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي بدخول الأجواء السورية ليلة 19 كانون الاول 2015، وقامت باستهداف المنزل المتواجد به القنطار جنوب دمشق، حينها اسرائيل لم تعترف بهذه العملية رغم التقارير التي أكدت وقوفها خلف العملية.

وقال مورنو، إن أحد قادة فصائل المعارضة السورية، نقل للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، معلومات أسهمت في الوصول الى القنطار وتصفيته.

ويقول مراقبون إن هذه المعطيات تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك، بأن سوريا تعرضت لحرب استخبارات اقليمية و دولية، إضافة إلى الإرهابيين الذي دُربوا و سُلحوا من قبل هذه الاستخبارات، و القادم من الأيام سيكشف لنا المزيد من الحقائق، ليس لجهة حرب الاستخبارات و التصفيات السياسية، بل لجهة أن المخطط الاساسي هو ضرب الدولة السورية من الداخل، بُغية إقصائها عن محورها المقاوم، و هنا بيت القصيد، فالقنطار و رفاقه ممن أمضوا سنوات طويلة في الأسر، هم معادلات لا بد من إقصاءها، من أجل تفريغ معادلة المقاومة من فحواها – كما قال المعلّق د. حسن مرهج.

 

 

 

في الصورة : نتنياهو يصافح جريحا سوريًا، وبرفقته يعلون وضباط كبار، شباط 2014 (رويترز)


 

أخبار ذات صلة