news-details

احتجاج في نيوزيلندا على إبعاد أطفال السكان الأصليين عن ذويهم

احتج آلاف من عرقية الماوري في نيوزيلندا امس الثلاثاء مطالبين بتوقف الدولة عن إبعاد الأطفال الذين ترى أنهم معرضون للخطر عن ذويهم، وذلك في وقت تتزايد فيه حدة التوتر بين السكان الأصليين والحكومة.

وتعمد الدولة منذ عقود إلى نقل الأطفال الذين ترى أنهم يواجهون أضرارا إلى رعايتها رغم انتقادات كثير من أبناء عرقية الماوري الذين يعتقدون أن العملية تحمل أبعادا عنصرية.

وذكر موقع نيوزروم الإخباري على الإنترنت في الآونة الأخيرة أن مسؤولين من وزارة رعاية الأطفال حاولوا إبعاد طفلة حديثة الولادة عن أمها في المستشفى.

وأثار التقرير غضبا عاما ومن المحتمل أن يسبب حرجا لرئيسة الوزراء جاسيندا أرديرن المعروفة عالميا بأسلوب حكم يتسم بالرفق واللين لكن منتقديها يتهمونها بتجاهل قضايا داخلية.

وتزامن احتجاج امس مع مواجهة أخرى مع آلاف من المحتجين الماوري في أوكلاند، ثاني أكبر مدن نيوزيلندا، بشأن خطط لبناء مشروع إسكان على أرض يؤمنون بقدسيتها.

وتجمع المحتجون أمام البرلمان ورددا شعارات وحملوا لافتات عليها عبارة "ارفعوا أيديكم عن أطفالنا". ونظموا احتجاجات في مدن كبرى أخرى.

ويصف المحتجون الأطفال بأنهم "جيل مسروق"، في إشارة إلى السكان الأستراليين الأصليين الذين أُخذوا قسرا من أسرهم عندما كانوا أطفالا في إطار سياسة إدماج رسمية.

وكان احتج آلاف الأشخاص يوم السبت على مشروع الإسكان اذ تنوي إحدى الشركات إقامته على أرض تعتبر مقدسة عند السكان الأصليين الماوري، وذلك رغم جهود رئيسة الوزراء جاسيندا أرديرن لحل النزاع.

وتعتزم شركة فليتشر بيلدنج، وهي أكبر شركة تشييد في البلاد، بناء 480 منزلا في مدينة أوكلاند على شبه جزيرة إهماتاو بالقرب من المطار على أرض تتاخم موقعا أثريا مهما وتعتبر مهمة من الناحية الثقافية.

وبعثت الشركة هذا الأسبوع إخطارات إخلاء لجماعة تحتل الأرض منذ عدة سنوات في محاولة لمنع إقامة المشروع مما أدى إلى إشعال احتجاجات على مدى خمس أيام ومعارضة واسعة النطاق للمشروع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وتدخلت رئيسة الوزراء في النزاع يوم الجمعة قائلة إنه لن يكون هناك بناء على الأرض قبل حل النزاع. ووعدت بأن يشارك في المحادثات الأشخاص الذين يحتلون الأرض.

ويمثل النزاع تحديا لحكومة أرديرن العمالية ذات الشعبية قبل انتخابات ستجرى العام المقبل وذلك في الوقت الذي تتطلع فيه إلى تلبية الحاجة الماسة لمساكن بأسعار مناسبة تعوق تنفيذها مطالب مؤيديها الماوري.

وتواجه أرديرن انتقادات لأتها لم تتدخل في النزاع في وقت مبكر على الرغم من أن القادة الماوري في حزبها أعلنوا تأييدهم للحركة الرافضة للمشروع.

ويقول مؤيدو المشروع إنه سيوفر منازل جديدة في ثاني أكبر مدينة في البلاد. وتضاعفت أسعار المنازل تقريبا في العقد الماضي.

ومع ذلك يقول المحتجون الذين تقودهم جماعة انقذوا مناظرنا الطبيعية الفريدة "إس.أو.يو.إل" إن المنطقة لها أهمية تاريخية وثقافية وأثرية ويجب تركها مكانا مفتوحا أو إعادتها إلى السكان الأصليين.

وقال راديو نيوزيلندا إن من يقدر عددهم بخمسة آلاف شخص تجمعوا اليوم السبت في الأرض ونصبوا نحو 50 خيمة. كما تم تنظيم احتجاجات في مدن أخرى.

 

في الصورة: المحتجون أمام البرلمان: ارفعوا أيديكم عن أطفالنا" (رويترز)

أخبار ذات صلة