news-details

اليونيسف أكثر من 200 مليون طفل يعانون من نقص التغذية أو زيادة الوزن

 

 

نيويورك - حذرت منظمة اليونيسف من ارتفاع عدد الأطفال الذين يعانون من عواقب النظام الغذائي السيئ. جاء ذلك في تقرير جديد عن حالة الأطفال في العالم 2019، أفاد بأن ما لا يقل عن 1 من كل 3 أطفال دون سن الخامسة، أو أكثر من 200 مليون، يعانون من نقص التغذية أو زيادة الوزن.

وأضاف التقرير أن ما يقرب من 2 من كل 3 أطفال تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر وسنتين لا يحصلون على طعام يدعم أجسامهم وعقولهم سريعة النمو، مشيرا إلى أن هذا يعرضهم لخطر ضعف نمو المخ، وضعف التعلم، انخفاض المناعة، زيادة العدوى، وفي كثير من الحالات، الموت.

وقالت هنريتا فور، المديرة التنفيذية لليونيسف، إنه وعلى الرغم من كل التطورات التكنولوجية والثقافية والاجتماعية التي شهدتها العقود القليلة الماضية، إلا أننا لم ننتبه لهذه الحقيقة الأساسية. وأضافت: "إذا كان الأطفال يأكلون بشكل سيئ، فإنهم يعيشون حياة سيئة. الملايين من الأطفال يعيشون على نظام غذائي غير صحي لأنهم ببساطة ليس لديهم خيار أفضل. يجب تغيير طريقة فهمنا لسوء التغذية والاستجابة له. فالأمر لا يقتصر فقط على توفير الطعام الكافي للأطفال. الأهم من ذلك كله هو الحصول على الغذاء المناسب لهم. هذا هو التحدي المشترك اليوم".

 

أشمل تقرير في القرن الحادي والعشرين

 

ويقدم التقرير تقييما لسوء التغذية عند الأطفال، بجميع أشكاله، هو الأكثر شمولا في القرن الحادي والعشرين. فهو يصف عبء سوء التغذية الثلاثي والمتمثل في سوء التغذية، الجوع الخفي الناجم عن نقص العناصر الغذائية الأساسية، وزيادة الوزن بين الأطفال دون سن الخامسة، مع ملاحظة ذلك في جميع أنحاء العالم. حيث أشار التقرير إلى الآتي:

149مليون طفل يعانون من التقزم، أو يبدون أقصر من أعمارهم. فيما يعاني 50 مليون طفل من نحافة لا تتناسب مع أطوالهم. ويعاني 340 مليون طفل، أي 1 من كل 2، من نقص في الفيتامينات والمواد الغذائية الأساسية مثل فيتامين أ والحديد. بينما يعاني 40 مليون طفل من زيادة الوزن أو السمنة.

 

الممارسات السيئة في الأكل والتغذية

 

ويحذر التقرير من أن الممارسات السيئة في الأكل والتغذية تبدأ من الأيام الأولى لحياة الطفل.

فعلى الرغم من أن الرضاعة الطبيعية يمكن أن تنقذ الأرواح، على سبيل المثال، لكن 42% فقط من الأطفال دون سن ستة أشهر يرضعون رضاعة طبيعية حصرية ويشرب عدد متزايد من الأطفال حليب الأطفال.

مع بدء الأطفال في الانتقال إلى الأطعمة الخفيفة أو الصلبة حوالي ستة أشهر، يشير التقرير إلى إطعام الكثيرين منهم على النوع الخاطئ من النظام الغذائي. ففي جميع أنحاء العالم، ما يقرب من 45% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر وسنتين لا يحصلون على أي فواكه أو خضروات. ما يقرب من 60% لا يأكلون أي بيض أو ألبان أو سمك أو لحم.

 

الأطفال في المجتمعات الأكثر فقرا وتهميشا

 

ويشير التقرير إلى أن الأطفال والمراهقين من المجتمعات الأكثر فقرا وتهميشا يتحملون العبء الأكبر لسوء التغذية بجميع أشكاله. واحد فقط من كل 5 أطفال تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر وسنتين من أفقر الأسر يأكل نظاما غذائيا متنوعا بدرجة كافية للنمو الصحي. حتى في البلدان ذات الدخل المرتفع مثل المملكة المتحدة، يزيد معدل زيادة الوزن بأكثر من ضعفين في المناطق الأكثر فقرا مقارنة مع المناطق الأكثر ثراء.

 

كوارث المناخ

 

كما يشير التقرير إلى أن الكوارث المرتبطة بالمناخ تسبب أزمات غذائية حادة. الجفاف، على سبيل المثال، مسؤول عن 80% من الأضرار والخسائر في الزراعة، مما يغير بشكل كبير من نوع الغذاء المتاح للأطفال والأسر، فضلا عن جودة هذا الغذاء وسعره.

 

ما يجب فعله للتصدي لسوء التغذية

وللتصدي لأزمة سوء التغذية المتنامية بكل أشكالها، تصدر اليونيسف نداء عاجلا إلى الحكومات والقطاع الخاص والمانحين والآباء والأسر والشركات لمساعدة الأطفال على النمو بصحة جيدة عن طريق:

1 - تمكين الأسر والأطفال والشباب من المطالبة بأغذية مغذية، بما في ذلك عن طريق تحسين التثقيف التغذوي واستخدام تشريعات مجربة، مثل الضرائب على السكر، لتقليل الطلب على الأغذية غير الصحية.

2- دفع موردي المواد الغذائية إلى فعل الشيء الصحيح للأطفال، من خلال تحفيز توفير الأطعمة الصحية والمريحة وبأسعار معقولة.

3- بناء بيئات غذائية صحية للأطفال والمراهقين باستخدام الأساليب التي أثبتت جدواها، مثل وضع علامات دقيقة وسهلة الفهم وضوابط أقوى على تسويق الأطعمة غير الصحية.

4- تعبئة وحشد الأنظمة الداعمة، مثل الصحة والمياه والصرف الصحي والتعليم والحماية الاجتماعية، لزيادة نتائج التغذية لجميع الأطفال.

5- جمع وتحليل واستخدام بيانات وأدلة جيدة الجودة لتوجيه العمل وتتبع التقدم المحرز.

 

أكثر من 16 مليون طفل في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يعانون من سوء التغذية

 

أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في بيان اليوم الأحد إن أكثر من 16 مليون طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية في الشرق الأوسط وشمال افريقيا خصوصا بسبب النزاعات في سوريا واليمن وليبيا والسودان.

ودانت المنظمة في بيانها "التأثير المروع للنزاعات" في الدول الأربع، مؤكدة أنه "على الرغم من بعض التحسينات التي حدثت، إلا أن تغذية الأطفال في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا منذ العام 2000 تسوء أو تتجه نحو حالة من الركود".

واضافت أن أن "المزيد من الأطفال الآن من أشكال مختلفة من سوء التغذية" بسبب "النزاعات في سوريا واليمن وليبيا والسودان"، مشيرة إلى أن "أكثر من 16 مليون طفل دون سن الخمس سنوات لا يحصلون على أطعمة مغذية".

وتابعت المنظمة أن "حوالي 11 مليون طفل يعاني من سوء التغذية المزمن أو الحاد، من ضمنهم أكثر من سبعة ملايين طفل يعانون من التقزم، و3،7 مليون من سوء التغذية الحاد".

وأوضحت إن "الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد هم أكثر عرضة للوفاة بـ 11 ضعفًا بالمقارنة مع أقرانهم الذين يحظون بتغذية جيّدة".

وأشارت الى إن "حوالي ثلث مُجمل الحوامل والمرضعات في شمال غرب سوريا مصابات بفقر الدم، ممّا يؤدّي إلى عواقب وخيمة على نتائج الولادة وعلى النمو الجسدي والعقلي لدى الأطفال".

وقالت اليونيسف إن "إرتفاع أسعار المواد الغذائية في السودان يؤدي إلى سوء التغذية بين الأطفال"، مشيرة إلى أن "ما يقدر بنحو 2,3 مليون طفل يعانون من سوء التغذية في البلاد، وترتبط نصف وفيات الأطفال ممن هم دون سن الخمس سنوات بسوء التغذية، بشكل مباشر".

واضافت إن "حوالي مليوني طفل في اليمن يعاني من سوء التغذية الحاد، من ضمنهم حوالي 360 الفا دون سن الخامسة (يعانون) من سوء التغذية الحاد جدّاً وهم يصارعون من أجل البقاء على قيد الحياة".

من جهة أخرى، ونقل البيان عن المدير الإقليمي لليونيسف في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تيد شيبان قوله إن "المزيد من الأطفال لا يتناولون طعامًا صحيًا ويعانون من نقص في التغذية أو زيادة في الوزن في عدد من بلدان المنطقة".

وأضاف أن أطفال المجتمعات الأكثر فقرًا وتهميشًا يمثلون الحصة الأكبر من بين مُجمل الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية، ممّا يؤدّي إلى استمرار الفقر جيلا بعد جيل".

وأوضح أن "الأطعمة الأساسية ذات القيمة الغذائية المنخفضة والمشروبات السكرية وسياسات تدعيم الأغذية والممارسات المتبعة في وضع الملصقات على المواد الغذائيّة وفي التسويق؛ فشلت مجتمعة في توفير وجبات صحية للأطفال سواء كان ذلك في المناطق الريفية الفقيرة أو في المدن في البلدان ذات الدخل المرتفع".

ودعت اليونيسف إلى إتخاذ إجراءات منها "فرض معايير صارمة للحد الأدنى من جودة الأغذية وتحسين وضع الملصقات وتقييد تسويق الوجبات السكرية الخفيفة والوجبات السريعة غير الصحية ذات القيمة الغذائية المنخفضة".

أخبار ذات صلة