news-details

بدعم بيتار العنصري، حكام آبار النفط في الامارات يشهرون صهيونيتهم | زكي شواهنة

بعد إعلان التطبيع بين حكام النفط في الإمارات، وبين دولة الاحتلال توالت الهرولات نحو إنشاء شراكات ومبادرات تجمع الطرفين، وهذا لم يكن مفاجئًا، فلطالما أظهرت نظم النفط في الخليج انكفاءها وانصياعها لأميركا وولايتها في الشرق إسرائيل.

لكن التخلي عن القضية الفلسطينية والتآمر على تصفيتها، لم يكن كافيًا ليظهر حكام الإمارات صهيونيتهم، فبعد الإعلان عن التعاونات التجارية الضخمة بينهم وبين دولة الاحتلال والتعاون العسكري الواسع، يأتي خبر دعم أحد صبية نهّاب الإمارات لأكثر الفرق العنصرية في العالم، الذي يحمل "تاريخه" عددًا لا نهائيًا من التصرفات العنصرية والاعتداءات الاستيطانية، إذ أعلن مالك نادي العنصريين (بيتار القدس) موشيه حوجج، عن تلقيه عرضًا رسميًا "لشراء" الفريق من قبل "الشيخ الإماراتي" حمد بن خليفة، ويدور الحديث عن "شراء" 49% من أسهم الفريق مقابل 25 مليون يورو.


كما تشير التقارير إلى أنه من المفترض أن يسافر حوجج اليوم الثلاثاء برفقة مسؤولي الفريق إلى الإمارات من أجل التوقيع على اتفاق الدعم الذي غُلّف وكأنه بيع 49% من أسهم الفريق لحمد بن خليفة. حيث يصر الجانب الاسرائيلي بالحفاظ على السيطرة المطلقة على إدارة الفريق وقراراته المصيرية بامتلاكه أكثر من 50% من الفريق، في إشارة واضحة ان المطبع ابن "العائلة المالكة" لن تكون له كلمة على هذا الفريق.


كما تهرب مالك الفريق من احتمال ضم لاعبين عرب إلى الفريق العنصري الذي يرفض جمهوره أي نقاش حول ضم لاعبين ليسوا يهودًا إلى الفريق، مدعيًا أنه "لا يرى في هذه الأيام أي لاعب عربي جيد كفاية للانضمام للفريق"، قائلًا "إنّ هناك نية لجلب لاعب لكن يجب ان يحظى "بالإجماع".
 
لمن لا يعرف فريق العنصريين

تنظيم "لافاميليا" اليميني، يعتبر المكون الأساسي لجمهور فريق العنصريين بيتار يروشلايم في القدس، والذي يتشكل من عدد كبير من قطعان المستوطنين واليمينيين، بأفعالها وهتافاتها العنصرية تظهر لنا الوجه غير المستتر لهذا الفريق العنصري.

وتصر هذه الزمرة من الأوباش دائمًا، على تأكيد نزعتها العنصرية المعادية لكل ما هو عربي أو ما يسمونه "غير يهودي"، من خلال اعتداءات متكررة على فلسطينيين خارج الملاعب وبدون علاقة لكرة القدم، وداخل الملاعب في كل مرة يلاقي فريقهم فريقًا عربيًا أو حتى فريقًا يضم لاعبًا عربيًا، بترديد هتافاتهم العنصرية بشتم الأنبياء، وهتافات الموت للعرب.

وتظهر عنصريتهم بشكل فاضح سنويًا في المواجهات المباشرة مع فريق اتحاد ابناء سخنين، وهو الفريق العربي الوحيد في الدرجة العليا، إذ يصرون على تحويل المباراة لمعركة تبدأ قبل صافرة الحكم بساعات وبعدها بساعات، تكون خلالها الأجواء مشحونة مليئة بالهتافات العنصرية ومحاولات الاعتداء على مشجعي الفريق العربي.

ومن أبرز الأحداث العنصرية الفاضحة لهذا التنظيم اليميني في السنوات الأخيرة، كانت الاعتراض على ضم اللاعب النيجيري محمد علي في العام السابق، باعتبار أن اللاعب يحمل اسمًا عربيًا، حيث طالب التنظيم إدارة الفريق بالعدول عن ضم اللاعب النيجيري بسبب اسمه أو تغييره كشرط لقبول انضمامه إلى صفوف الفريق.
ورغم أنه قد تبيّن أن اللاعب ليس عربيًا ولا مسلمًا، ظل اسمه يمثل هاجسًا يطارده بين الكثيرين من جمهور الفريق الإسرائيلي، الأمر الذي دفع أحدهم إلى التساؤل على صفحة مشجعي الفريق على فيسبوك: "كيف سنشجعه؟ سنهتف علي علي أم محمد محمد؟".

هذه الحادثة لم تكن الأولى ومخطئ حمد بن خليفة إن اعتقد أنها ستكون الأخيرة، ففي عام 2013 أقدم أعضاء في تنظيم "لا فاميليا" على إحراق مكاتب إدارة فريقهم، احتجاجًا على التعاقد مع لاعبَيْن اثنين من المسلمين الروس، تحديدًا من الشيشان. وسبقت إحراق المكاتب احتجاجات أخرى خلال مباريات جرت خلال الأسابيع التي سبقت التوقيع.

ان حكام النفط هؤلاء واهمون ليس إلّا إذا راهنوا بالفعل على ولوجهم إلى البيئة الإسرائيلية من بوابة هذا الفريق العنصري، فالمعركة باتت ليس في التطبيع بحدّ عينه، إنّما بين جماهير ضدّ أخرى، بين جماهير وضعت كرامتها وبقاءها وصمودها نصب أعينها، وبين جماهيرٍ أخرى اشترت ذمم هذه اللحى وسحقتها ليس في معادلات شراء ومقايضة وحسب، إنّما داخل الصهيونية نفسها.

أخبار ذات صلة