news-details

بكّين: قيود واشنطن ضد أعضاء الحزب الشيوعي خضوع لعقليّة الحرب الباردة

وصفت بكّين القواعد الجديدة التي فرضتها الولايات المتحدة لتقييد منح تأشيرات السفر لأعضاء الحزب الشيوعي الصيني وعائلاتهم مرة أخرى على أنها كشفت عن النوايا الشريرة للقوى المتطرفة المناهضة للصين في واشنطن لاختطاف العلاقات الصينية الأمريكية بغية تحقيق مكاسب سياسية خاصة بهم.

وجاء في تعليق لوكالة الأنباء الصينية "شينخوا" أن هذه هي الخطوة الأخيرة من قبل بعض الساسة الأمريكيين، الخاضعين لعقلية الحرب الباردة والتعصب الأيديولوجي الراسخة والبالية، لتشويه صورة الصين ومهاجمة الحزب الشيوعي الصيني.

وعلى الرغم من حملة واشنطن لتقريع الصين، فإن الحقيقة هي أن الصين دائما ما تمسكت بمسار التنمية السلمية. ويتمثل الهدف الأساسي للحزب الشيوعي الصيني في تمكين الشعب الصيني من عيش حياة أفضل، وهو نهج يختلف اختلافا كبيرا عن سعي واشنطن للهيمنة العالمية.

وفي الواقع، لم تتدخل الصين قط في الشؤون الداخلية للولايات المتحدة، ولم تصدر نموذجها التنموي أو تخوض أي مواجهة أيديولوجية.

ومن خلال تضخيم ما يسمى بـ"الذعر الأحمر" في الولايات المتحدة، فإن الهدف الحقيقي للصقور المتشددين إزاء الصين هو تسييس وتسليح الخلافات الأيديولوجية واختطاف العلاقات الصينية الأمريكية والرأي العام الأمريكي بغية خدمة أجنداتهم الخاصة.

ومن خلال فرض قيود على تأشيرات الدخول على أعضاء الحزب الشيوعي الصيني وعائلاتهم، يحاول هؤلاء المتشددون إزاء الصين دق إسفين بين الحزب والشعب الصيني.

ومع ذلك، وكما قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون ينغ مؤخرا، "في كل مرة يشوه فيها السياسيون الأمريكيون سمعة الصين، يصبح الشعب الصيني أكثر اتحادا ووطنية وإخلاصا في تأييد قيادة الحزب الشيوعي الصيني".

في الأيام الأخيرة، قامت حفنة من الساسة المناهضين للصين في واشنطن، بمن فيهم وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، بمحاولة أخيرة لمهاجمة الصين، بما في ذلك توجيه اتهامات لا أساس لها من الصحة ضد القانون الصيني بشأن حماية الأمن الوطني في هونغ كونغ، ونشر معلومات مضللة حول ما يسمى "العمل القسري" في البلاد من أجل معاقبة الشركات الصينية، وتشويه سمعة التعاون التعليمي بين الصين والولايات المتحدة.

من خلال تحديهم بلا هوادة للمبدأ الأساسي للعلاقات الصينية الأمريكية فيما يتعلق بالقضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية للصين، لا يقوم السياسيون المناهضون للصين فقط بحفر حفرة لعلاقة الإدارة القادمة مع الصين، بل إنهم يتطلعون أيضا إلى تحقيق مكاسب سياسية شخصية.

لحسن الحظ، هناك أصوات عقلانية قادمة من الولايات المتحدة. إذ قال وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر مؤخرا إنه يجب على الإدارة الأمريكية القادمة أن تتحرك بسرعة لاستعادة خطوط الاتصال مع الصين التي توترت خلال فترة الإدارة الحالية. وحول العلاقات الثنائية، قال الخبير الجيوسياسي المخضرم "يجب علينا تجنب تحولها إلى صراع، ونأمل أن تقود إلى بعض المساعي التعاونية".

وبالمثل، قال ريتشارد هاس، رئيس مجلس العلاقات الخارجية، وهو مركز أبحاث أمريكي، في حلقة نقاش افتراضية يوم الثلاثاء، إن "الولايات المتحدة والصين بحاجة إلى وضع بعض قواعد الطريق، ومعرفة أين يمكننا الحفاظ على إمكانية التعاون".

وقبل أكثر من أربعة عقود، وفي ذروة الحرب الباردة، قام قادة البلدين بمصافحة عبر المحيط الهادئ الشاسع، بفضل التزامهم المشترك بمبدأ الاحترام المتبادل مع تنحية الاختلافات الأيديولوجية جانبا.

واليوم، يتعين على الصين والولايات المتحدة أيضا التمسك بروح عدم الصراع، وعدم المواجهة، والاحترام المتبادل، والتعاون المربح للجانبين. ويجب أن يركز الجانبان على إدارة خلافاتهما، مع إعطاء الأولوية القصوى للانتقال السلس نحو علاقات أقوى بين الصين والولايات المتحدة.

أخبار ذات صلة