news-details

تأجيل المحكمة الدولية النطق بحكم قضية اغتيال الحريري: مشاركة مريبة في لعبة 14 اذار السياسية

أعلنت المحكمة الخاصة بلبنان تأجيل إصدار حكمها في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في 2005 إثر الانفجار الضخم الذي هز بيروت وخلف عددا كبيرا من القتلى والجرحى.

وادعت المحكمة التي مقرها في لاهاي في بيان إن إعلان الحكم الذي كان مقررا الجمعة ارجىء الى 18 آب "احتراما للعدد الكبير من الضحايا" و"بهدف احترام الحداد الوطني الذي أعلن في لبنان لثلاثة أيام".

وبعد نحو 13 عاماً على تأسيسها بموجب مرسوم صادر عن الأمم المتحدة، تنطق المحكمة بحكمها غيابياً بحق أربعة من بين خمسة متهمين تزعم انهم ينتمون إلى حزب الله.

وعلق ابراهيم الأمين رئيس تحرير صحيفة الأخبار على قرار المحكمة محذرًا من تورطها في "لعبة سياسية": "إعلان المحكمة الدولية إرجاء النطق بحكمها في قضية اغتيال رفيق الحريري الى 18 آب الجاري، بُرّر بما يجري في بيروت على ضوء انفجار المرفأ. لكنّ ثمة عقلاً استعراضياً يقف خلف القرار. عقل يقول إن موعد النطق بالحكم ليس مناسبة إدارية لمحكمة يفترض أنها محايدة، بل هو توقيت سياسي له مراميه البعيدة أيضاً."

وأضاف: "وإذا كانت كارثة أول من أمس قد تحولت الى الحدث الوحيد في لبنان، فإن أصحاب هذا العقل هم أنفسهم من يبثون اليوم شائعات عن أن التفجير كان مقصوداً للتغطية على النطق بالحكم. ولأن عقل هؤلاء يعمل بهذه الطريقة، قرروا الإرجاء، وكأنهم يقولون لنا علناً: نريده حدثا جللاً. وإذا ما حصل حدثٌ قد يُضعف الاحتفال بالحكم، فسنعمل على اختيار توقيت يعيد الى الاستعراض فرصته التي يفترض أن يكون دويّها أعلى من دويّ انفجار المرفأ."

وتكلمت الصحفية ميسم رزق حول قرار المحكمة الدولية في سياق أحداث انفجار مرفأ بيروت الذي وصفته بأنه:"زلزال أصاب أيضاً المشهد السياسي برمّته، ويُنذِر بنقل البلاد إلى مرحلة جديدة من الاضطرابات، شبيهة بتلكَ التي تلَت اغتيال الرئيس رفيق الحريري. انتظرها البعض من لاهاي، حيث كانَت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان ستُصدِر حُكمها في قضية الاغتيال في ٧ آب، ليكون هذا التاريخ هو العبور بالبلاد إلى ما هو أدهى، تصفيةً لحسابات سياسية مع حزب الله والعهد والحكومة، فأتت من المرفأ في ٤ آب، الذي وجد فيه أطراف سياسيون حبْلاً أقوى لاقتياد اللبنانيين إلى متاريسهم من جديد."

ونظرية "المؤامرة" التي تربط بين حكم المحكمة الدولية بشأن قضية الحريري وتفجير مرفأ بيروت انطلقت بعد ساعات معدودة من الانفجار على لسان بعض الاعلاميين والنشطاء المحسوبين على  "14 اذار" بهدف استغلال الحادثة للنيل من حزب الله واتهامه بالانفجار الكارثي. لكن بات الأمر واضحًا حينما تكلم واحد من أكبر ممثلي "14 اذار" بشكل واضح عن الموضوع وهو الجنرال أشرف ريفي الذي كتب على صفحته في تويتر: "هل هي مصادفة؟ ويا لها من مصادفة !عشية النطق بالحكم في جريمة إغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه الأبرار تعرضت بيروت لجريمة مروّعة. في العقل الشمولي تُرتَكب جريمة لتأكل جريمة أخرى، ويحصل إنفجار ليأكل إنفجاراً آخراً."

وكان تيار المستقبل قد اشار ضمنيًا إلى هذه النظرية المؤامرتية، وربط بين الانفجار وقرار المحكمة بشأن اغتيال الحريري، في بيان الصادر أمس والذي يعج بالنفس الطائفي واعادة التمترسات الحزبية المناطقية، اذ جاء فيه: "هناك شكوك خطيرة تحيط بالانفجار وتوقيته وظروفه وموقعه وكيفية حصوله والمواد الملتهبة التي تسببت فيه، ولن يكون في الإمكان حسم الشكوك بإجراءات أمنية وقضائية عادية" وأضاف: "إن تيّار المستقبل، كتلة نيابية ومكتباً سياسياً ومجلساً تنفيذياً، لن يكتفي بالنحيب على أطلال بيروت، ويعتبر الكارثة التي حلّت، بحجم حرب تدميرية أين منها كل الحروب الأهلية والحروب الإسرائيلية على لبنان، وأخطر ما في هذه الحرب، أن يكون هناك قرار باغتيال بيروت لا يقل مأساوية وهولاً ووجعاً عن جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه، التي سيصدر حكم المحكمة الدولية بشأنها بعد يومين".


 

أخبار ذات صلة