news-details

في مذكراته: أوباما يكشف عن توجيهاته لمبارك عام 2011 

يقدم الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما في مذكراته الشخصية التي صاغها في كتاب بعنوان “أرض الميعاد” روايته للعديد من اللقاءات التي عقدها مع رؤساء عرب في الشرق الأوسط، وعن علاقته ببعض المسؤولين الحكوميين في إسرائيل وعلى راسهم بنيامين نتنياهو.
ويتطرق أوباما في مذكراته كيف أقنع الرئيس المصري الاسبق محمد حسني مبارك بالتخلي عن الحكم عام 2011، بينما لم يفعل الأمر ذاته مع البحرين التي شهدت هي الأخرى ثورة شعبية، قمعتها السلطات البحرينية آنذاك. ويستذكر أن ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان، حذره من الضغط على البحرين.
ويتحدث الرئيس الأمريكي السابق عن انطباعاته بعد لقائه مبارك عام 2009 في القاهرة، وقال إنه سيصبح مألوفا جدا في تعامله مع الحكام المستبدين المسنين قائلا: “يعيشون في عزلة في قصورهم، وكل تفاعل لهم يتم بوساطة موظفين جامدي المشاعر وخنوعين يحيطون بهم؛ لم يكونوا قادرين على التمييز بين مصالحهم الشخصية ومصالح شعوبهم”.
 وقال أوباما انه تكونت صورة قاتمة عن السعودية، وفصلها الصارم بين الجنسين وقوانينها الدينية، وقال إن القصر حاول منحه مجوهرات فاخرة. وكتب أوباما أنه صُدم من الشعور بالقمع والحزن الذي يولده مثل هذا المكان الذي يمارس الفصل، وقال: “كأنني دخلت فجأة إلى عالم أُسكتت فيه كل الألوان”. وقال أوباما إنه كان على دراية بالمخاطر عندما دفع مبارك علنا للتنازل عن السلطة، لكنه اعتقد أنه لو كان شابا مصريا، لربما كان هناك بين المتظاهرين.
وأضاف: “قد لا أتمكن من منع الصين أو روسيا من سحق معارضيهما، لكن نظام مبارك تلقى مليارات الدولارات من دافعي الضرائب الأمريكيين؛ لقد زودناهم بالأسلحة وتبادلنا معهم المعلومات وساعدنا في تدريب ضباطهم العسكريين؛ وبالنسبة لي فإن السماح لمتلقي تلك المساعدات، لشخص نسميه حليفا، بارتكاب أعمال عنف وحشية ضد المتظاهرين السلميين، أمام أنظار العالم كله، كان ذلك خطاً لم أرغب في عبوره”.
ويسترجع أوباما كذلك ذكرياته في العلاقات المتوترة التي جمعته برئيس الحكومة الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، لا سيما بعد توقيع الاتفاق النووي مع إيران عام 2015. ويقول أوباما إن نتنياهو سياسي بارع تواصل معه بعد انتخابه عام 2004 لمجلس الشيوخ الأمريكي. وأضاف: “لكن رؤيته لنفسه على أنه المدافع الأول عن الشعب اليهودي في وجه المحن، سمحت له بتبرير أي شيء تقريبا من شأنه أن يبقيه في السلطة، كما أن معرفته بعالم السياسة والإعلام في الولايات المتحدة أعطته الثقة، في أنه يستطيع مقاومة أي ضغط يمكن أن تمارسه عليه إدارة ديمقراطية مثل إدارتي”.
وأوضح أوباما شعوره بالإحباط من اللوبي المؤيد لإسرائيل، المتمثل في لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (إيْباك)، قائلاً إنها تحولت إلى اليمين تماشياً مع السياسة الإسرائيلية، وتساءل عما إذا كان قد أُخضع لتدقيق خاص باعتباره أميركياً من أصل إفريقي. حصل أوباما على الأغلبية الساحقة من أصوات اليهود الأمريكيين، وكتب قائلا إنه في نظر العديد من أعضاء مجلس إدارة إيْباك، ظل موضع شك، ورجلا منقسم الولاءات.

أخبار ذات صلة