news-details

هآرتس: مؤتمر البحرين كشف عمق التطبيع مع دول البحرين

أكدت مراسلة "هآرتس" لتغطية مؤتمر البحرين التآمري لتصفية القضية الفلسطينية، نوعا لندوا، وفي تقرير ثاني لها هذا الأسبوع، أن هذا المؤتمر كشف أكثر عمق التطبيق بين إسرائيل ودول الخليج. وخرجت بانطباع أن ممثلي هذه الدول التي تقيم علاقات "سرية" مع إسرائيل، يصفون القيادة الفلسطينية بأنها شوكة بالحلق، ولكنهم يفهمون تلميحات من واشنطن برغبتها باستبدال القيادة.
وقالت لنداو في تقريرها المطول، إنه "مثل المرق الذي يتم طبخه على نار هادئة وفي لحظة فجأة يغلي وينسكب بصورة دراماتيكية من الوعاء، هكذا في الايام الاخيرة كشف فجأة ومرة واحدة السر العلني للشرق الاوسط منذ سنوات. العلاقات بين دولة اسرائيل وعدد من دول الخليج وعلى رأسها مملكة البحرين آخذة في التعزز في ظل الصراع مع العدو المشترك، ايران، الى جانب مصالح اقتصادية كبيرة لرجال الاعمال الخاصين".
وأضافت لنداو "هذه العملية تراكمت منذ فترة طويلة تحت الرادار، بما في ذلك التعاون السري، لكنها نضجت هذا الاسبوع برعاية الولايات المتحدة قبل انعقاد مؤتمر السلام الاقتصادي لإدارة ترامب. إن توثيق شخصيات رفيعة من دول عربية ومنها البحرين ودولة الامارات والسعودية وغيرها وهي تتحدث بشكل طبيعي مع رجال اعمال ومراسلين من اسرائيل في اروقة فندق "الفصول الاربعة" في المنامة، حطم علنا اسطورة الطابو الاقليمي القديمة". 
وشددت لنداو على أن "حفل التطبيع المدبر تغلب على الهدف الرسمي الذي من اجله تم عقد المنتدى، وهو تقديم المساعدة الاقتصادية للفلسطينيين. وأوضح اكثر من أي وقت مضى بأن تحالفات اقليمية جديدة وتيارات تحت ارضية تدفع نحو الزاوية عند الضرورة الايديولوجيا والشعارات. عوامل التغيير التدريجية هذه عميقة وظرفية أكثر من كل الزعماء الذين يريدون تحقيق مكاسب لصالحهم". 
ورغم ذلك تقول لنداو، إن الوضع معقد ويجب الحذر من تصريحات سطحية. من جهة، المتضرر الاساسي هو القيادة الفلسطينية التي تلقت من كل اتجاه رسالة واضحة جدا الى أي درجة هي عالقة وخاضعة لجهات لها تأثير كبير في المنطقة مثل الشوكة في الحلق التي تمنع التقدم في التعاون الامني والتكنولوجي والاقتصادي. والامريكيون يلمحون على الاغلب سعي لتغيير هذه القيادة، مع الأخذ في الحسبان التاريخ غير الناجح دائما للولايات المتحدة في التدخل في اسقاط انظمة في أرجاء العالم، فان هذه الاقوال مقلقة جدا لرام الله وغزة وتتسبب في هذه الاثناء بتعميق الشرخ".
وفي محادثات مع ممثلين لدول عربية سمعت "هآرتس" اثناء المؤتمر "انتقادا شديدا جدا لسلوك السلطة الفلسطينية. رؤساء حماس والتمويل المتدفق الى جيوبهم من ايران وقطر، وهنا وهناك حتى اقوال دللت على عدم التماهي وتفهم معين لقيادات الخليج لواقع الاحتلال" حسب تعبير لنداو.
أما البحرينيين، وحسب لنداو، فقد "حرصوا جدا على جعل الضيوف الاسرائيليين القليلين يشعرون براحة كبيرة في بلادهم. وهم ايضا شجعوا الجالية اليهودية الصغيرة في دولتهم التي تعد بضع عشرات الاشخاص على الانكشاف بصورة استثنائية على وسائل الاعلام والاظهار لها بأن نمط حياتهم يتم قبوله هناك بتسامح كبير. هكذا ايضا فتح بصورة خاصة للمراسلين الاسرائيليين الكنيس الصغير للجالية في أزقة السوق. في مؤتمر السلام الامريكي شاركت ايضا ممثلة عن وزارة الخارجية في البحرين، هدى عزرا ابراهام نونو، اليهودية التي شغلت في السابق منصب سفيرة المملكة في واشنطن. وقد دعي من قبل المملكة عدد من الحاخامات منهم مستشار المملكة للشؤون اليهودية، الامريكي مارك شناير، والحاخام ميرفن هاير ونائبه ابراهام كوفر من مركز شمعون فيزنطال".
ومن الجانب الثاني، الذي كان حضوره لا يقل عن ذلك، لم يكن هناك عنصر عربي واحد في الاحتفال لم يُظهر بكلمات كهذه أو تلك أن الموضوع الفلسطيني ما زال يقف بينهم وبين السلام المستقبلي الكامل مع اسرائيل. 
وسمعت لنداو من ممثلي تلك الدول العربية، ما مضمونه، أنهم يتقدمون "بخطوات بطيئة مع اسرائيل بالرغم من وليس بسبب غياب الحل. ولكن هناك لهذا التقارب حدود ايضا – هكذا سمعت الرسالة العامة. ايضا وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن احمد آل خليفة الذي ـجرى للمرة الاولى مقابلات احتفالية مع وسائل الاعلام الاسرائيلية بعد تهربه منها لبضعة اشهر، حرص على الاشارة الى أن بلاده تؤيد حل الدولتين وأن الفلسطينيين من حقهم أن تكون لهم دولة مستقلة وجنسية خاصة بهم بالضبط مثل الاسرائيليين. وأشار بشكل غامض الى امكانية قدومه الى اسرائيل قريبا في ظل غياب حدوث أي تغيير".
وتقول لنداو، إن "الدول العربية التي شاركت بمستويات متدنية، بالاساس الاردن ومصر، نشرت ايضا توضيحات بأنها تواصل تأييد حل الدولتين، خاصة تأييد مبادرة السلام العربية. وهي ايضا أكدت بشكل نهائي مشاركتها فقط بعد أن اعلنت امريكا بأنه لن يكون ممثلون رسميون من اسرائيل. من المهم أن نذكر بأن الامر يتعلق بدول توجد لها مع اسرائيل اتفاقات سلام كاملة. هكذا كالعادة ايضا نصف كأس فارغة الى جانب النصف المليء. كل جانب يختار الآن ما يركز عليه، ولكن الحقيقة هي أن القسمين يشكلان معا الكأس المعقدة الكاملة".

 

أخبار ذات صلة