كشف التقرير السنوي للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي الأمريكية يوم الثلاثاء أن درجات حرارة الهواء السطحي عبر منطقة القطب الشمالي من تشرين الأول/أكتوبر 2024 إلى أيلول/سبتمبر 2025 كانت الأعلى منذ بدء التسجيلات عام 1900. وأظهرت البيانات أن خريف 2024 وشتاء 2025 احتلا المرتبة الأولى والثانية على التوالي في سجلات الدفء القطبي، فيما تعد السنوات العشر الأخيرة مجتمعة الأعلى حرارة في تاريخ المنطقة. وأشار التقرير إلى أن درجات الحرارة السنوية منذ عام 2006 ارتفعت بأكثر من ضعف معدل تغير درجات الحرارة العالمية، مبرزا أن المنطقة تتجه نحو الاحترار بشكل أسرع بكثير من بقية كوكب الأرض، مع توثيق تحولات رئيسة جارية من بينها ظاهرة الأطلسنة، والتي تجلب مياها أكثر دفئا وملوحة شمالا، وتوسع الأنواع الشمالية إلى النظم البيئية في القطب الشمالي، و"صدأ الأنهار"، حيث يعمل ذوبان الجليد الدائم على تحريك الحديد والمعادن الأخرى. وسجلت الأمطار عبر المنطقة القطبية من تشرين الأول/أكتوبر 2024 إلى أيلول/سبتمبر 2025 رقما قياسيا، حيث كانت الأمطار الموسمية لفصول الشتاء والربيع والخريف من بين أعلى خمس معدلات منذ عام 1950. وفي آذار/مارس 2025، وصل الحد الأقصى السنوي لغطاء الجليد البحري الشتوي في القطب الشمالي إلى أدنى مستوى له منذ بدء سجلات الأقمار الصناعية قبل 47 عاما، حسبما ذكر التقرير. وتشير الملاحظات الحديثة أيضا إلى خسائر كبيرة في الأنهار الجليدية والجليد عبر المنطقة القطبية وغرينلاند وألاسكا، مما يعكس تطرفات إقليمية واتجاهات هبوطية على المدى الطويل. وبحسب الوكالة فإن فقدان الأنهار الجليدية المستمر يسهم في ارتفاع منسوب مياه البحار عالميا بشكل مطرد، مما يهدد إمدادات المياه في المجتمعات القطبية، ويزيد من خطر الفيضانات المدمرة، ويعزز مخاطر الانهيارات الأرضية والتسونامي التي تهدد الناس والبنى التحتية والسواحل.