news-details

التشيخ (2)

 

تشوهات في القلب:

 

ان التغيرات التي تطرأ على العضلة القلبية تؤثر في قدرتها على ضخ الدم وانتظام تقلصها وينعكس هذا التغيّر على اجهزة الجسم المختلفة، لاختلاف كمية الدم الواصلة الى كل منها. وقد يحتاج المرء بعد سن معينة الى تعاطي الادوية المقوية للقلب والمنظمة لضرباته بشكل مستمر، لتحقيق التوازن المفقود في توزيع الدم الى اعضاء جسمه.

 

وتُعزى هذه التغيرات الى:
- اصبغة التشيخ AGE PIGMENT تبدأ بالتراكم ابتداء من سن العشرين لتشكل حوالي 5 – 10% من حجم خلايا عضلة القلب في سن الثمانين.
 

- تغيّرات في الاوعية الدموية: اهم الاضطرابات في الاوعية الدموية ناتجة عن مرض تصلب الشرايين الذي يُفقد جدر الاوعية الدموية مرونتها بسبب توضع ترسبات دهنية فيها فتصبح اكثر سماكة، كذلك في حال غياب مرض تصلب الشرايين فان الخلايا الليفية تزداد عددا داخل جدر الاوعية الدموية، وبالتالي يضعف عمل الخلايا العضلية الملساء مما يضطر عضلة القلب الى القيام بجهد اضافي للمحافظة على التدفق المطلوب للدم، وأهم هذه الاصابات تلك التي تطال الاوعية المغذية للقلب والدماغ. ومن المعروف ان مرض تصلب الشرايين، وان كان يعتبر من الامراض المألوفة في سن الشيخوخة، فهو مرض يصيب الشباب ايضا، فضلا عما سبق فان ارتفاع ضغط الدم (وبخاصة الفارق بين الضغط الانقباضي والانبساطي) يزداد مع تقدم العمر.

 

تأثيراتُ الشيخوخة في القلب وأوعية الدم
مع تقدم الأشخاص في السن، يميل القلب إلى التضخُّم بعض الشيء، وتُصبح جدرانه أكثر ثخانة وحُجيراته أكبر بعض الشيء. وتعود هذه الزيادة في الحجم بشكل رئيسي إلى زيادة في حجم خلايا عضلة القلب.
في أثناء الراحة، يعمل القلب عند كبار السن بنفس الطريقة تقريبا التي يعمل فيها القلب عند الأشخاص الأصغر سنّا، باستثناء أن معدل ضربات القلب (عدد المرات التي ينبض القلب فيها القلب خلال دقيقة واحدة) يكون أقل بعض الشيء. كما أنّه، في أثناء ممارسة التمارين، لا يزداد معدل ضربات القلب عند كبار السن إلى درجة كبيرةٍمثلما يحدث عند الأشخاص الأصغر سنا.
وتصبح جدران الشرايين والشُّرَينات أكثر ثخانة، ويتوسع الحيِّز ضمن الشرايين بعض الشيء، ويحدث فقدان للنسيج المرن في داخل جدران الشرايين والشُّرَينات. وتؤدي هذه التغيّرات مجتمعة إلى أن تصبح الأوعية الدموية أكثر صلابة وأقل مرونة.
 

تغيّرات في الجهاز العصبي:

 

ونظرًا إلى أن الشرايين والشُّرَينات تصبح أقل مرونة مع تقدم الأشخاص في السن، لا تستطيع الارتخاء بسرعة في أثناء الضخّ النَّظمي للقلب؛ ونتيجة لذلك، يزداد ضغط الدم أكثر عندما تتقلّص عضلة القلب (في أثناء الانقباض)، ويتجاوز الضغط الطبيعي في بعض الأحيان، وذلك بالمقارنة مع ضغط الدم عند الأشخاص الأصغر سنا. ويُعدّ الارتفاع الكبير في ضغط الدم في أثناء الانقباض، مع ضغط الدم الطبيعي في أثناء الانبساط، شائعا جدا عند كبار السن، ويسمَّى هذا الاضطراب فرط ضغط الدم الانقباضيّ المعزول isolated systolic hypertension.
ويمكن التقليل من العديد من تأثيرات الشيخوخة في القلب وأوعية الدم عن طريق ممارسة التمارين بشكل منتظم، حيث تساعد التمارين الأشخاص على الحفاظ على لياقة القلب والأوعية، بالإضافة إلى لياقة العضلات عند التقدم في السن، وتُعد التمارين مفيدة بغض النظر عن العمر الذي يبدأ فيه الشخص بممارستها.
تتكامل الخلايا العصبية (العصبونات) عددا وتطورا بعد سن العاشرة وتعتبر هذه الخلايا ارقى انواع الخلايا التي يحولها الجسم البشري، وعلى الرغم من ذلك فان هذه الخلايا لا تملك القدرة على التوالد والانقسام او النمو والتجدد (لذا كانت اصابات الخلايا العصبية من اهم وأخطر الاصابات التي يمكن ان يتعرض لها الانسان).
 

وقد أدت التطورات والاكتشافات في حقل طب العيون (كالنظارات الطبية والعدسات اللاصقة) الى تجاوز العديد من الاضطرابات الناتجة عن تقدم السن، كذلك فان تقدم جراحة العيون قد وفر للعديد من الامراض التي كانت تصيب المسنين بشكل خاص (كالساد CATARACT والزرق GLAUCOMA) العلاج الجراحي الشافي، وكذلك زراعة القرنية الذي اعاد البصر للكثيرين ممن فقدوه.

 

من حسن الحظ انه لا تحدث، نتيجة لتقدم السن تغيرات بارزة في بنية الخلايا العصبية او عددها يمكنها ان تؤثر على قدرات الفرد، لكنه من الثابت ان اضطرابات الذاكرة او تباطؤ ردات الفعل او التحرك البطيء او غير ذلك من الظواهر يعود اساسا الى نقص الاوكسجين الواصل الى الخلايا العصبية والناتج عن اضطرابات جهاز الدوران.
تعود التغيرات في الحواس ولا سيما حاستي السمع والرؤية الى تغيرات في خلايا الاعضاء نفسها او الى تغيرات في الدورة الدموية لهذه الاعضاء الناتجة بدورها عن تغيرات في جهاز الدورة الدموية.
* الرؤية: تتطور الرؤية منذ الولادة لتبلغ اعلى درجاتها عند البلوغ ثم تبدأ بالتراجع قليلا من سن العشرين حتى الخمسين، حيث تتسارع التغيرات بعد هذا العمر بدرجات تختلف من فرد الى آخر.
أهم التغيرات التي تصيب الرؤية لدى المسنين:
- تغيرات الشبكية وتؤدي الى ضعف في الرؤية، ضعف الرؤية في الاضاءة غير الكافية وفي اثناء الليل.
- تراجع درجة التطابق في العدسة، فتخف رؤية الاشياء القريبة بوضوح، بينما تبقى رؤية الاشياء البعيدة اكثر وضوحا.
- نقص قطر الحدقة فتخف كمية الاشعة الواردة الى الشبكية.
- ازدياد احتمال الاصابة بأمراض العين كالماء والزرق والالتهابات المختلفة.
 

- ان الانسان مع تقدم العمر يشعر من خلال التنفس بصعوبة اكثر وراحة اقل مما عليه في السنين السابقة، فالتنفس هو الذي يوزع الاوكسجين التي يتلقاها الدم من الرئتين وينقلها الى الانسجة، في عمر 20 سنة يوزع حوالي اربعة لترات من الاوكسجين كل دقيقة، وعند عمر 75 سنة فمقدار ما يأخذه 1.5 لترا في الدقيقة.

 

- السمع: التغيرات التي تطرأ على السمع والتي تحدث عادة بعد سن الخمسين تشمل تراجعا في سماع الاصوات ذات الذبذبات العالية وهي الاصوات التي تجعل الفرد يميز في الحياة العادية بين اصوات الاشخاص الذين يتحدثون اليه (فيميز بين اصوات اصدقائه او افراد عائلته من دون ان يراهم)، هذا التراجع لا يعيق المسن عن سماع الاصوات وفهمها خلال حياته اليومية. وقد سهلت التكنولوجيا الحديثة في هذا المجال استخدام السماعات الالكترونية التي اضحت صغيرة الحجم تساعد المسن على التغلب على أي نقص في السمع قد يشكو منه.
- الألم:
- رغم وجود الفروق الفردية في الجنس والعرق تجاه الالم وعلى الرغم من ان الحساسية للألم تبدو انها ثابتة لكل فرد حتى حوالي الخمسين من العمر يتلوها تدهور في اجزاء واسعة من الجسم، والرجال يتحملون الالم اكثر من النساء.
- الشعر:
- لعل ابرز شيء يواجه الانسان الكبير هو الصلع وبياض الشعر كدليل على الشيخوخة، رغم محاولة البعض ليخفي معالم شيخوخته من خلال صبغ شعره او زراعة الشعر. يفقد الانسان بين 30 – 60 شعرة يوميا، وان معدل ما تحتويه فروة الرأس حوالي مئة الف شعرة مع التباين ويختلف نمو الشعر حسب مناطقه.
- التشيخ وأنماط الحركة:
- تنتشر انماط المشي الى عالم الشيخوخة فالعظام تعطي ثباتا لوقوف الانسان، ان معظم الاشخاص يفقدون حوالي نصف محتوى العظم في السبعين من اعمارهم، كما ان المعوقات الوقتية كالتشنج والتصلب تزداد تبعا للعمر، ويبدأ تناقص في سرعة الحركة بتقدم العمر.
- التشيخ والتنفس والكلام:
- كذلك بالنسبة للصوت، ان الصوت بعد الاربعين لم تعد له نفس النبرة والنوعية التي كان عليها سابقا فيصبح ذا طبقة مرتفعة اكثر مع تقدم العمر.
- التشيخ والنوم:
 

(يتبع)

 

- بالرغم من ان الانسان يقضي ثلث حياته نائما، الا ان الاكثرية لا يعرفون الكثير عن النوم. هناك اعتقاد سائد بان النوم عبارة عن خمول في وظائف الجسم الجسدية والعقلية يحتاجه الانسان لتجديد نشاطه، والواقع المثبت علميا خلافا لذلك تماما، حيث انه يحدث خلال النوم العديد من الانشطة المعقدة على مستوى المخ والجسم بصفة عامة وليس كما يعتقد البعض، بل على العكس فان بعض الوظائف تكون أنشط وقت النوم.
- التشيخ والعضلات:
- ان الاجزاء العضلية للجسم من العضلات الارادية او المخططة وتوجد في السيقان والاذرع والاجزاء الاخرى من الجسم، والاعضاء غير الارادية او الملساء، توجد في الامعاء وجدران المعدة وفي الاعضاء الداخلية والاوعية الدموية.
 

- ان اقصى فترة لقوة العضلات المخططة تصل الى سن 25 – 30 سنة وبعد الثلاثين تتوقف المرونة المطاطية بصورة كبيرة على النشاط الجسمي ويحصل نقص قدره 10% تقريبا بين 30 – 60 من العمر، وهناك فروق فردية. وان معظم التدهور يظهر في عضلات الظهر والساقين مع قليل من الذراعين.

أخبار ذات صلة