news-details

في السعي لإيجاد مشكلة لكارثة بيئيّة:  باحثون يطوّرون انزيمًا جديدًا لتفكيك البلاستيك خلال ساعات

نيويورك تايمز – نقلته للعربية ليانا خوري

ترجمة خاصة بالـ "اتحاد"

 

قال باحثون بريطانيون وأمريكيون الأسبوع الماضي إن مزيجًا جديدًا من الإنزيمات التي تسرع من تحلل البلاستيك يقدم خطوة هامّة لإيجاد طريقة أسرع لإعادة التدوير، وبأسعار أقل تكلفة ويمكنه العمل على نطاق أوسع مقارنة مع أساليب التدوير الحالية.

وفقًا للعلماء، يمكن استخدام "الإنزيم الفائق" لتحطيم الزجاجات البلاستيكية بسرعة أكبر بكثير من طرق إعادة التدوير الحالية وإنشاء المواد الأوليّة لصنع زجاجات جديدة. وقد يسهل إعادة استخدام المواد.

وقال جيم بفايندتنر، بروفيسور في الكيمياء بجامعة واشنطن: "هذا هام للغاية لإعادة تدوير البلاستيك وللحفاظ على البيئة".

ويتم إنتاج ما يقدر بـ 359 مليون طن من البلاستيك سنويًا في جميع أنحاء العالم، منها 150 مليون طن على الأقل موجودة في مجمعات القمامة أو في الطّبيعة.

وبالرّغم من تميّز البلاستيك لقدرة تحمّله في السابق، الا أنّ البلاستيك يستغرق 450 عامًا تقريبًا حتى يتحلّل في المحيط، هذا في حال تحلّل أصلًا، ووفقًا للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، يتحلل الكثير منها إلى شظايا صغيرة تعرف باسم اللدائن الدقيقة التي يتم العثور عليها في الحياة البحرية (أي في الكائنات الحيّة البحريّة)، مياه المحيطات وفي أحشاء البشر.

وحاول الباحثون بشكل مكثّف ومتزايد للتوصل الى حلول، بما فيها البلاستيك القابل للتحلل.

في الوقت الذي يواجه فيه العالم تغيرات المناخ والحاجة إلى حرق كميات أقل من الوقود الأحفوري، تتجه شركات النفط والغاز بالبحث عن بدائل لزيادة الاستهلاك التي تؤدي تصنيع المزيد من البلاستيك مثل (بولي إيثيلين تريفثاليت ) "بي أي تي" (PET) ، أحد أكثر أنواع البلاستيك شعبية في العالم والمستخدم في صنع زجاجات الصودا والملابس الاصطناعية والتغليف.

وترتكز الدراسة الحالية والتي نشرت يوم الاثنين الماضي في مجلة "بي ناس" من فريق من العلماء في جامعة بورتسموث والمختبر الوطني للطاقة المتجددة ومؤسسات أمريكية أخرى، على مزيج من إنزيمين مستمدين من بكتيريا اكتشفت في اليابان في عام 2016. ووجد العلماء أن هذه البكتيريا يمكن أن تفكك الـبي أي تي.

وفي عام 2018، نجح فريق البحث في تفكيك البلاستيك باستخدام أحد الإنزيمين. ولكن عند إضافة الإنزيم الثاني، وجد الطلاب أن العملية تعمل أسرع بست مرات.

وأوضح البروفيسور جون ماكجيهان، مدير مركز ابتكار الإنزيمات والقائد المشارك للفريق إمكانية استعادة مادة البناء الاصلية، ويمكن بعد ذلك استخدام هذه المادة مرة أخرى.

وبالطبع، فإنّ هؤلاء الباحثين ليسوا وحدهم في السباق لإيجاد الطريقة الأسرع والارخص لتفكيك وتحليل البلاستيك.

في إنجاز كبير في وقت سابق من هذا العام، نشر باحثون من معهد تولوز للعلوم وشركة "كاربيوس" الفرنسية للصناعات الحيوية نتائج في طبيعة إنزيم آخر أدى إلى تدهور مادة البي أي تي في غضون 10 ساعات. قال آلان مارتي، كبير المسؤولين العلميين في كاربيوس، كانت عملية شركته أكثر كفاءة من أجل "إعادة التدوير اللانهائي للبي أي تي وكانت بالفعل في "مرحلة صناعية تجريبية".

ففي وقت سابق من العام الجاري، حقق باحثون من معهد تولوز للعلوم وشركة "كاربيوس"، وهي شركة صناعية حيوية فرنسية، إنجازًا كبيرًا في التوصل الى إنزيم آخر أدى إلى تحلل مادة الـبي أي تي في غضون 10 ساعات. وقال آلان مارتي، كبير المسؤولين العلميين في "كاربيوس"، إن عملية شركته كانت أكثر كفاءة من أجل إعادة التدوير المستمرة للبي أي تي وكانت بالفعل في "المرحلة الصناعية التجريبية".

ولاتزال الطريقة التي طورها فريق البروفيسور ماكجيهان أبطأ، فمن المحتمل ان تستغرق إعادة تدوير زجاجة بلاستيكية أيامًا أو أسابيع. ويستمر الفريق بمحاولة إيجاد بدائل لتقليل وقت تحلل البلاستيك الى ساعات، ويستكشف الفريق طريقة لتليين البلاستيك قبل تحليله املين توسيع نطاق عملياتهم.

ومنذ نشر الدراسة الحالية، عرضت شركة "جلاكسو سميث كلاين"، وهي شركة أدوية بريطانية، على الفريق استخدام المخمرات في مصنع قريب لإنتاج البنسلين.

ولكن حتى مع إيجاد حل لإعادة التدوير، تبقى هناك مشكلة أساسية وجوهريّة وهي كيفية نقل البلاستيك إلى مصانع إعادة التدوير. وقال الخبراء إن الكثير من العوائق التي تحول دون إعادة تدوير البي أي تي وغيرها من النفايات البلاستيكية تكمن في استعادتها من المحيط وإدارة النفايات بشكل مسؤول.

واختتم البروفيسور ماكجيهان قائلًا: "نحن من خلقنا هذه المشكلة في المقام الأول"، ومع ذلك، أنه من الجميل أن تكون الطبيعة قد قدمت حلًّا.

أخبار ذات صلة