news-details

في الشهر العالمي للتوعية لمكافحة سرطان القولون: انتشاره يأتي في المرتبة الثانية لدى الرجال والنساء العرب

بحث جديد: توجد علاقة بين المشروبات المحلاة والإصابة والوفاة بسرطان القولون

أكّدت جمعية مكافحة السرطان بمناسبة آذار الشهر العالمي للتوعية لسرطان القولون والمستقيم،  أن فحوصات الكشف المبكر عن سرطان القولون تنقذ الحياة، حيث بإمكانها منع تطوره ومعالجته في مرحلة مبكرة، فيما دعت النساء والرجال الذين تبلغ أعمارهم 50 عامًا فأكثر إلى إجراء فحص مجاني بسيط كل عام على الصحة. 

وأضافت الجمعية أيضًا أن سرطان القولون هو ثاني أكثر أنواع السرطانات شيوعًا لدى الرجال العرب، بعد سرطان الرئة، والثاني لدى النساء في إسرائيل بعد سرطان الثدي، لذلك من الضروري إجراء فحوصات الكشف المبكر لتقليل مخاطر تطوره بشكل كبير. من المهم التأكيد على أن سرطان القولون شائع بين النساء والرجال بمعدل مماثل.

ووفقًا لتقديرات جمعية السرطان، في عام 2022، تم تشخيص ما يقرب من 3200 امرأة ورجل في إسرائيل بسرطان القولون والمستقيم ووفاة حوالي 1300 منهم.
وبحسب معطيات وزارة الصحة، قبل حوالي خمس سنوات في 2018، تم تشخيص 3095 حالة إصابة جديدة بسرطان القولون في إسرائيل وتوفي حوالي 1254 امرأة ورجل بسبب المرض. منذ حوالي عقد من الزمان، أي في عام 2012، تم تشخيص إصابة حوالي 3139 مريضًا بسرطان القولون وتوفي حوالي 1355 إسرائيليًا بسبب المرض.

ووفقًا لبيانات الصحة، اعتبارًا من عام 2020، كانت أورام القولون والمستقيم حوالي 13٪ من جميع حالات السرطان بين الرجال العرب و10.7% لدى النساء عرب ويهود والرجال اليهود. في عام 2020، كان سرطان القولون والمستقيم مسؤولاً أيضًا عن حوالي 11٪ من جميع الوفيات.

أمّا في عام 2020، كان حوالي 10.6٪ من حالات السرطان الجديدة في جميع أنحاء العالم من سرطان القولون والمستقيم.
وبحسب دراسة فحصت معدل الإصابة والوفيات المتوقعة من سرطان القولون لدى السكان بناءً على بيانات (الموقع الإلكتروني للوكالة الدولية لأبحاث السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية)، يبدو أنه في عام 2020 كان هناك أكثر من 1.9 مليون حالة إصابة بسرطان القولون و930 ألف حالة وفاة بسبب المرض بنسبة 10.7٪ و9.7٪ من مجمل حالات الإصابة بالسرطان والوفيات في ذلك العام على التوالي. وكان سرطان القولون والمستقيم أكثر شيوعًا بين الرجال منه لدى النساء، وكان 60.4٪ من المرضى تتراوح أعمارهم بين 50 و74 عامًا. ويقدر الباحثون أنه بحلول عام 2040، من المتوقع حدوث 3.2 مليون حالة إصابة جديدة بسرطان القولون و1.6 مليون حالة وفاة. تعكس هذه البيانات زيادة بنسبة 63٪ في معدلات الإصابة بالمرض و73.4٪ في معدلات الوفيات مقارنة بعام 2020. وقد نشرت الدراسة في مجلة Gut في إصدار شباط 2023.

بدوره، صرح موشيه بار حايم، المدير العام لجمعية مكافحة السرطان ، أنه "يتم اكتشاف حوالي 260 مريضًا جديدًا بسرطان القولون في إسرائيل كل شهر. نحن نعلم أن التشخيص المبكر يمكن أن يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بسرطان القولون، لذلك أدعو الجمهور، النساء والرجال الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا، إلى الذهاب إلى صندوق المرضى لإجراء اختبار بسيط مجانًا. في أي جيل، إذا لاحظت أعراضًا في الجهاز الهضمي غير عابرة، فمن المهم التوجه للطبيب المعالج".

كما أكدت البروفيسورة أيالا هوبيرت، مديرة مركز أورام الجهاز الهضمي في هداسا عين كارم ومديرة منتدى سرطان الجهاز الهضمي في جمعية مكافحة السرطان أن: "أصل معظم الأورام السرطانية في القولون هو ورم حميد يتحول إلى ورم خبيث بمرور الوقت. هذا هو بالضبط السبب وراء أهمية إجراء اختبار دم خفي في البراز، والذي يمكن أن يشير إلى وجود ورم خبيث. إذا كانت نتيجة الفحص ايجابية، فمن الضروري المضي قدمًا في التحقق من الوضع، والذي سيشمل في معظم الحالات تنظير القولون (كولونو سكوبيا)، حيث يمكن التقاط الصور، ويمكن أخذ عينات من أنسجة القولون ويمكن إزالة النتوءات الزائدة، إذا تم اكتشافها، وبالتالي منع تطور السرطان".

ويشار إلى أن جمعية مكافحة السرطان ستعقد ندوة محوسبة عبر الإنترنت حول سرطان القولون يوم الثلاثاء الموافق 14 آذار  2023، بالإضافة إلى ندوة محوسبة عبر الإنترنت حول سرطان المستقيم يوم الخميس 16 مارس 2023. ستشمل الندوات محاضرات حول الابتكارات والتحديثات بالإضافة إلى ندوة للأسئلة والأجوبة. 

لينش: المتلازمة الوراثية المرتبطة بزيادة خطر الإصابة بسرطان القولون

بناءً على توصية المجلس القومي للوقاية والتشخيص وعلاج الأمراض الخبيثة وجمعية مكافحة السرطان، أوعزت وزارة الصحة بإجراء فحص لوجود متلازمة لينش لأي شخص يتم إجراء عملية جراحية له لسرطان القولون أو الرحم. وهو تحت سن ال- 70. تم العثور على واحد من كل 30 شخصًا مصابًا بأورام خبيثة في الأمعاء أو الرحم ليكون حاملاً لمتلازمة لينش. في حالة الاشتباه في وجود المتلازمة في الفحص المرضي، يجب إكمال الفحص الجيني. إذا اتضح أن الشخص حامل للمتلازمة، فمن المهم جدًا أن يتم أيضًا اختبار أفراد الأسرة من الدرجة الأولى من القرابة. هذا الاختبار يمكن أن ينقذ حياتهم!

توجد علاقة بين المشروبات المحلاة والإصابة والوفاة بسرطان القولون

وأظهرت دراسة أمريكية أجريت بمشاركة أكثر من ١٠٠ ألف شخص وجود صلة بين زيادة معدلات الإصابة بالأمراض والوفيات الناجمة عن سرطان القولون واستهلاك المشروبات السكرية.

وتعتبر المشروبات المحلاة بالفركتوز (شراب الذرة) مصدرًا رئيسيًا للسكر المضاف في القائمة اليومية في النظام الغذائي الغربي. من أمثلة هذه المشروبات الكولا المحتوية على الكافيين أو منزوعة الكافيين والمشروبات الغازية الأخرى والعصائر المحلاة بنكهة الفواكه.

وبحسب دراسة معمقة، قام باحثون من قسم علم الأوبئة في جامعة هارفارد في الولايات المتحدة وآخرون بفحص تأثير استهلاك هذه المشروبات على معدلات الإصابة والوفاة من سرطان القولون. وتابع الباحثون 121،111 شخصًا أمريكيًا من قاعدتي بيانات، قاموا بملء استبيانات غذائية حول عادات الأكل والشرب كل أربع سنوات لمدة 30 عامًا، حتى عام 2014.
ووفق تحليل الاستبيانات اتضح أن جميع المشاركين استهلكوا ما معدله 9.9٪ من السكر المضاف يوميًا، أما بالنسبة للمشاركين الذين اعتادوا على شرب مشروب أو أكثر من المشروبات السكرية يوميًا، فقد كان استهلاك السكر المضاف ضعفًا تقريبًا وبلغ 19 ٪ في المتوسط.

وقد تم التحقق من البيانات المتعلقة بمرض سرطان القولون والوفيات الناجمة عن المرض بين المشاركين في الدراسة مقابل السجلات الطبية. وسجلت خلال فترة المتابعة 2733 حالة إصابة بسرطان القولون و901 حالة وفاة بسبب المرض.

ويُظهر تحليل البيانات أن استهلاك المشروبات السكرية ارتبط بزيادة معدلات الإصابة بالأمراض والوفيات بسبب سرطان القولون، مقارنة بالمشاركين الذين لم يتناولوا المشروبات السكرية على الإطلاق، والأشخاص الذين تناولوا مشروباً أو أكثر من المشروبات السكرية في اليوم كان لديهم 38 ٪ ارتفاع خطر الإصابة بسرطان القولون ومرتين خطر الوفاة من المرض. فيما لم يتم العثور على أي تأثير للعمر أو الجنس أو كتلة الجسم أو  مستوى النشاط البدني أو استهلاك الكحول في هذه البيانات.

بدورهم، أكد الباحثون أنه من المعروف أنه حتى الاستهلاك المعتدل للفركتوز يمكن أن يثقل كاهل قدرة الأمعاء الدقيقة على الامتصاص، وبالتالي يجعل الفركتوز في اتصال مباشر مع الجزء القريب من الأمعاء الغليظة.

كما لاحظ الباحثون أن نتائج الدراسة الحالية تدعم الاستنتاج القائل بأن استهلاك السكر يلعب دورًا مباشرًا في تشجيع أورام الأمعاء، ويعزز الحاجة إلى إرشادات وسياسات للحد من استهلاك المشروبات السكرية.

أخبار ذات صلة