تفتتح الفنانة التقدمية أليكساندرا إيلياييف معرضها الفني الجديد في ريشون لتسيون من تاريخ 10/1/2026 حتى 6/2/2026، حيث تقدم سلسلة أعمال مستوحاة من تجربة إنسانية وفنية عميقة في قرية جسر الزرقاء، القرية العربية الوحيدة في البلاد الباقية على ساحل البحر الأبيض المتوسط. كيف بدأت القصة؟ قبل خمس سنوات، شاركت إيلياييف في مشروع فني استثنائي في قرية جسر الزرقاء، بالتعاون مع فنانين محليين ومع جمعية الفنانين المحترفين في إسرائيل. هدف المشروع كان تسليط الضوء على القرية وتعزيز مكانتها، في محاولة لمنع هدمها، وذلك من خلال إقامة معرض فني مشترك. كانت تلك الزيارة الأولى للفنانة إلى القرية، وخلالها أُنتجت أعمال فنية قُدمت كهدية للمدارس المحلية. اسم القرية بالعربية يعني «جسر فوق نهر أزرق»، وهي القرية العربية الوحيدة الباقية في البلاد المطلة على البحر الأبيض المتوسط. التحضير للمعرض بعد انتهاء المشروع، عادت الفنانة مرارًا إلى القرية، وهذه المرة بدافع الملاحظة المتعمقة وجمع المواد والانغماس في عالم الصيادين المحليين. في كل زيارة، كانت تصل مع زوجها قبل شروق الشمس، وتنتظر القوارب وهي تخرج إلى البحر. في ضوء الفجر الأول، كانت تظهر هيئات النساء والرجال والأطفال، بملابس العمل، وهم ينطلقون في رحلة يومية لكسب الرزق والأمل. عند عودة الصيادين، كان الشاطئ يمتلئ بالحياة: صناديق مكدسة بالأسماك، أفراد من العائلة، طهاة من مطاعم السمك، وزبائن متحمسون. كل يوم كان يحمل قصة جديدة، وكل قصة تحولت إلى عمل فني — توثيق بصري لواقع حي ومتغيّر. نساء على متن القوارب في هذه القرية، يتحطم الاعتقاد القديم القائل إن وجود المرأة على القارب يجلب سوء الحظ. فالنساء والفتيات يشاركن مشاركة كاملة في فرق الصيد، إلى جانب الرجال والأطفال. الأطفال، وهم يرتدون ملابس عمل واسعة ومقاومة للماء، ينشرون الشباك، يفرزون الأسماك الصغيرة، ويجففون الخيوط التي تلمع تحت أشعة الشمس كأنها فضة حيّة. موضوع المعرض أبطال هذا المعرض هم نساء يعملن، صيادون، وأطفال في حالة نشاط وإبداع. ترسمهم إيلياييف بروح من الاحترام والسكينة تجاه أسلوب حياتهم وعملهم. ومن خلال تقنية الباستيل، تُبرز جمال الحياة اليومية في لحظاتها البسيطة والمفعمة بالمعنى. تستمد الأعمال إلهامها من الصدق وتقدير العمل الإنساني، وتمزج بين الواقعية والشاعرية، فتحوّل مشاهد اعتيادية إلى لحظات ذات جلال هادئ. الضوء — سواء كان ضوء الفجر أو وهج الغروب — يغمر الشخصيات والبحر والشاطئ، ويمنحها طابعًا شاعريًا. الخط الدقيق، الألوان الناعمة والمضيئة، والتكوينات المتوازنة والتعبيرية، كلها تخلق عمقًا شعوريًا يتجاوز التوثيق البصري. فالفن، في نظر الفنانة، يظل حيًا ما دام يلامس القيم الإنسانية الخالدة: الكرامة الإنسانية، الإخلاص للعمل، والسعي إلى الجمال.