news-details

حُب يقيم في الذاكرة | سهيل عطاالله

من أحاديث عمّه وعلى بساطتها جاءته الكلمات

لينقلها بمداد يراعه..

المدد من فم العم بولس..

المداد من يراع ابن الاخ نايف..

الحنين حنين كل مهجّر يسكنه الوطن.

في الكتاب قصص وذكريات يرضعها القراء حليبا طيبا من ذاكرة ابناء القرية المهجرة الموجودة بكنيستها ومقبرتها ووجدان اهلها.

على سطور الكتاب يفتح الاعلامي نايف خوري مع عمه مدرسة صفوفها توثيق للجذور ومساقاتها دروس لتذكير الاصلاء بالأصول.

أحاديث الكتاب أحاديث لسان حال كل مهجر سرق الظالمون ربيع حياته وبلاده!!

الكتاب فصول من السيرة الذاتية لرجل تتمثل في شخصه قصص الرحيل والتهجير.. قصص الشعب الاصيل الذي اسموه بالدخيل!

يقول الزعيم العمالي البريطاني أنورين بيفان:

"كل السِير الذاتية اكاذيب".. قال البريطاني الاثير هذا الكلام لأن كُتّاب السيرة عادة يغرقون في اوحال النرجسية ويُغرقون قراءهم بمديح الذات فتأتي كتاباتهم محشوة "بكثير" من اللغو والغمز واللمز!!

كلام بيفان لا ينسحب على كتاب نناقشه هذا المساء.. عندما نقرأ الكتاب نجده صفحات خالية من الشكليات وأنماط التكلف.. انه مجموعة من الوقائع تخرج الينا دونما فذلكات او فبركات!!

انه نتاج تجربة حياتية عاشها ويعيشها مهجر وطني كريم يريدها ان تبقى في ذاكرة الاجيال حاضرا ومستقبلا.. فنحن كما قال المبدع سلمان ناطور: "إن فقدنا الذاكرة أكلتنا الضباع!"

يقدم الكتاب قصصا ليتنفسها ابناؤنا ليكونوا قامات تعتمر الصبر والصمود في مجابهة مكائد الخادعين!! لن ينسى مسلوب ولن يغفر لسالبه.. لن ينسى منهوب ناهبه.. حبه لمسقط رأسه لن يسقط من وجدانه.. انه حب لا ينتهي.. عندما ينتهي الحب يكون حب نزوات تتطاير مع النسمات.. حب كهذا لا يقع في حِباله ابناء الوطن!

هذا الكتاب رسالة حب لجيل يتلمس خطاه على دروب الحياة.. انها بطاقة تحديات وتواقيع حياتية ليتحول فيها الامل الى حقيقة.

شكرا للعم القريب بولس وللصديق نايف.. شكرا لنادي حيفا الثقافي برعاية المجلس الملي الارثوذكسي ورعاته المحامي فؤاد نقارة وزوجته سوزي.

أخبار ذات صلة