news-details

رحيل المفكرة المصرية نوال السعداوي عن عمر يناهز ال 90 عاما

رحلت الدكتورة نوال السعداوي، اليوم الأحد، بعد صراع مع المرض، عن عمر يناهز الـ 90 عامًا، حيث تعرضت مؤخرًا لأزمة صحية نقلت على أثرها إلى أحد المستشفيات.
وولدت نوال السعداوي في 27 تشرين أول عام 1931، طبيبة وكاتبة وروائية مصرية مدافعة عن حقوق الإنسان بشكل عام وحقوق المرأة بشكل خاص، وتعتبر واحدة من أهم الكاتبات المصريات والأفريقيات على مصر العصور، حصلت على جائزة الشمال والجنوب من مجلس أوروبا. وفى عام 2005 فازت بجائزة إينانا الدولية من بلجيكا، وفى عام 2012 فازت بجائزة شون ماكبرايد للسلام من المكتب الدولي للسلام في سويسرا.
ونتيجة لكتاباتها الأدبية والعلمية، واجهت السعداوي صعوبات عديدة، بل وحتى أخطار في حياتها. ففي عام 1972، فقدت وظيفتها في وزارة الصحة المصرية بسبب كتابها "المرأة والجنس" التي نشرته باللغة العربية في القاهرة في بداية الستينات، ومنع توزيعه من قبل السلطات السياسية والدينية، وفي بعض فصول الكتاب كتبت ضد المحظورات والمحرمات السائدة ومنها ختان المرأة، كما ربطت المشاكل الجنسية بالقمع السياسي والاقتصادي.
وكانت مجلة الصحة، التي أسستها هي وكانت تحررها لأكثر من ثلاث سنوات، أغلقت وصودرت بالحكومة في عام 1973. في أيلول 1981 وضعها الرئيس السادات في السجن. أطلق سراحها في نهاية تشرين الثاني 1981، بعد شهرين من اغتياله. وكتبت كتابها "مذكراتي في سجن النساء " على لفة من ورق تواليت وقلم حواجب تم تهريبها إلى زنزانتها من قبل امرأة شابة سجنت في جناح البغايا. من 1988-1993 اسمها ظهر في قوائم الاعدام التي تصدرها المنظمات السياسية والدينية المتعصبة.
يوم 15 تموز 1991، أصدرت الحكومة مرسوما لأغلاق جمعية تضامن المرأة العربية التي كانت ترأسها هي وسلمت أموالها إلى جمعية تسمى المرأة في الإسلام. ستة أشهر قبل هذا المرسوم أغلقت الحكومة مجلة نون التي تصدرها جمعية تضامن المرأة العربية وقد كانت السعداوي رئيسة تحرير المجلة.
خلال صيف عام 2001، تم منع ثلاثة كتب لها في معرض القاهرة الدولي. واتهمت بالردة في العام 2002 من قبل محامي الاصوليين الذين رفعوا دعوى قضائية ضدها لتطلق بالقوة من زوجها الدكتور شريف حتاتة، وفازت هي بالقضية بسبب التضامن المصري والعربي والدولي.
في 28 كانون ثاني 2007، اتهمت نوال السعداوي وابنتها منى حلمي وهي شاعرة وكاتبة، بالردة وتم استجوابهن من قبل المدعي العام في القاهرة بسبب كتاباتهن لتكريم اسم الأم.
مسرحيتها "الاله يقدم استقالته في اجتماع القمة" كانت محظورة في مصر خلال شهر تشرين ثاني 2006, وواجهتها قضية جديدة في محكمة في القاهرة أثيرت ضدها من قبل الأزهر في شباط 2007 ، واتهامها بالردة والزندقة بسبب مسرحيتها الجديدة.
وقد منحت نوال السعداوي عدة جوائز أدبية وطنية ودولية، وحاضرت في العديد من الجامعات، وشاركت في العديد من المؤتمرات الدولية والوطنية.
في 3 أيار 2009، في نيويورك ألقت محاضرة ارثر ميلر في مهرجان نادى القلم الدولي، وقد ترجمت أعمالها إلى أكثر من ثلاثين لغة في جميع أنحاء العالم، ويتم تدريس بعضها في عدد من الجامعات في مختلف البلدان.
وهي إحدى الشخصيات الأكثر إثارة للجدل، فهي أشهر من نادى بتحرير المرأة من قيودها، ومن جهر بالعصيان لما سمته "المجتمع الذكوري"، وفوق كل ذلك هي صاحبة كتب وأعمال لا تزال إلى اليوم صاحبة صدى واسع، وقضايا مهمة، منها وضع المرأة في الإسلام، ومحاربتها ظاهرة ختان الإناث.

أخبار ذات صلة