news-details

مرض السكري والقصور الكلوي

 
RENAL INSUFFICIENCY
 
احيانا يتفاقم الضرر الذي يصيب الكلية رغم كل جهود المريض منع ذلك، وقد تصل الحالة الى ان تصبح الكلية غير قادرة نهائيا عن تصفية الدم من السموم، وغير قادرة على المحافظة على البروتين ومنعه من التسرب الى البول، وهذه هي حالة قصور الكلية التي تسمى ايضا عجز الكلية وحين يصل الضرر الى هذه المرحلة، فلا يمكن اصلاح الضرر بواسطة اجراءات وقائية مثل تخفيض ضغط الدم ومراقبة مستوى غلوكوز الدم وابقائه ضمن الحدود الطبيعية، ومع ذلك فان الاهتمام بالعوامل الحياتية واسلوب الحياة يمكن ان يؤخر من تطور المرض.
في كل مرحلة من مراحل المرض الكلوي، من المهم مراقبة ضغط الدم ومستوى غلوكوز الدم والنظام الغذائي، وذلك من اجل تجنب المزيد من الضرر، وقد تشعر في بعض الاحيان بأنك على وشك الاستسلام، ولكن هذا بالذات ما يجب ان لا تفعله ابدا، فحتى في هذه المرحلة هناك طرق للعلاج والاستشفاء يمكنها ان تضيف سنوات الى حياتك.

الأعراض:

اذا كنت تتعاطى الانسولين فمن المتوقع ان تقل الجرعة التي تحتاجها، لأن كمية الانسولين التي تمر من خلال الكلية اقل، وقد يجد الطبيب انخفاض الحديد في دمك او اصابتك بالانيميا.
حين تكون كفاءة عمل الكلية اقل من 30% من كفاءتها الاعتيادية، قد تزداد اعراض مرض الكلية فتشعر بالكسل والفتور، فقدان الشهية، صعوبة التركيز، الشعور بالبرد، حدوث نوبات من الغثيان، وحكة غير اعتيادية في الجلد. وحين تهبط كفاءة عمل الكلية الى اقل من 15% قد تلاحظ ان جلدك يصاب بالكدمات بسرعة وتفقد من وزنك بدون ان تحاول ذلك، وقد تتقيأ بكثرة وتشعر بالنعاس وتوتر الساقين. وكذلك قد تشعر بالنعاس اثناء النهار، لكنك تجد صعوبة في النوم ليلا.
 
ماذا تفعل:
اذا لاحظت أي تغير في وضعك الصحي العام او لاحظت اعراضا جديدة، تحدث مع طبيبك في الحال، ويجب ان تكون زياراتك لطبيبك منتظمة، لذا فان الطبيب سوف يفحصك في كل زيارة ويتابع وظيفة الكلية.
في هذه المرحلة سوف يتعين عليك انت وطبيبك دراسة عدة عوامل في تطوير خطة علاجية جديدة، وبشكل عام يجب تشخيص أي عامل في اسلوب حياتك يضيف الى تضرر الكلية واستبعاده بشكل تام، مثل أي دواء تتناوله او أي عامل آخر في نمط حياتك.
حين تهبط كفاءة عمل الكليتين فان مستوى وظيفتهما في تصفية الدم من السموم يهبط ايضا، ويستطيع طبيبك ان يكوّن فكره عن كفاءة الكلية من خلال قياس مستويات بعض هذه السموم والفضلات في الدم، وهناك فحص يسمى BUN، يقيس كمية النيتروجين بشكل يوريا التي هي موجودة في الدم (اليوريا هي عبارة عن نتاج تحلل البروتين).
كذلك سيقوم الطبيب بفحص كمية الكرياتينين في الدم او البول، وهي مادة اخرى من فضلات الايض، حين يرتفع كرياتينين البول الى اكثر من 2 mg/dl فمن المتوقع ان يحيلك طبيبك الى اخصائي في امراض الكلية، في هذه المرحلة سوف يكون عليك انت وطبيبك واخصائي امراض الكلى اتخاذ القرار بوضع خطة علاجية جديدة.
لقد اثبتت دراسات عديدة ان نظاما غذائيا يحتوي على ما لا يزيد من 40 الى 60 غراما من البروتين في اليوم، يؤخر ويبطئ من قصور كفاءة الكليتين، أي ضرر في الكلية يمكن ان يشوش عملية الايض بشكل عام. فمثلا قد تصبح مستويات البوتاسيوم والملح غير متوازنة حيث يصبح مستوى الملح و/او البوتاسيوم عاليا جدا عند بعض المرضى، بينما ينخفض انخفاضا شديدا عند البعض الآخر من خلال فقدان الجسم للملح. ويجب ان يقوم طبيبك بمراقبة مستويات الملح وغيرها من عمليات الايض في الجسم، وقد يصف لك بعض الادوية والعلاجات الغذائية للحفاظ على توازن عمليات الايض.
العلاج:
كذلك يجب ان يكون ضغط الدم ومستوى الغلوكوز وعوامل الايض والنظام الغذائي تحت السيطرة والمراقبة الدائمة للمحافظة على ان تبقى الكلية وتؤدي وظيفتها في افضل مستوى ممكن، وقد تحتاج الى اعادة النظر في الادوية التي تتناولها لضغط الدم وغيرها. ان بعض العقاقير بما فيها عدة ادوية لضغط الدم، يمكن ان تلحق اضرارا بالكبد، ويجب ان تناقش مع طبيبك فوائد وسلبيات كل دواء. كذلك فان طبيبك قد يصف لك نظاما غذائيا واطئ البروتين.
في هذه المرحلة ايضا يمكن ان تناقش مع طبيبك الامكانيات العلاجية التي تحتاجها مستقبلا، مع تقدم المرض، قد يتعين عليك مواجهة قرار زرع كلية او الدياليزا (غسل الكلية)، ويجب ان تعرف من طبيبك الجوانب الايجابية والسلبية لكل من هذه الاختيارات، ومع ذلك قد تستمر لبضع سنوات التعايش مع قصور الكلية، ولكن يجب ان تهيء نفسك لمواجهة مرحلة عجز الكلية النهائي.
ان فقدان توازن الاملاح والالكترولايت في الجسم يمكن ان يجهد الجهاز القلبي الوعائي ويمكن ان يؤدي الى توقف القلب.
 
عجز الكلية النهائي
وقد يتغير لون الجلد الى لون برتقالي مصفّر، وتبدأ العضلات والدهون بالضمور، ويلاحظ المرضى بالعجز النهائي للكلية دما في إدرارهم، كما يتأثر نمط النوم ويضطرب ويمكن ان تظهر اعراض الاعتلال العصبي والتي تشمل التشنجات والنوبات ايضا.
قد تتضرر الكليتان كثيرا بحيث انهما تتوقفان عن العمل تماما، وهذا هو عجز الكلية النهائي، اذا تركت الكلية بدون علاج فانها تصبح غير قادرة على تصفية الدم بشكل صحيح وقد ترتفع فضلات العمليات الاستقلابية (الايض) مثل اليوريا والكرياتينين اضافة الى الاملاح والالكترولايت الى مستويات التسمم، وكذلك فان السوائل تتجمع في انسجة الجسم بما فيها التجويف المحيط بالقلب، وهذا ما يشكل صعوبة امام القلب ليضخ الدم، في هذه المرحلة تصبح مواصلة الحياة معتمدة على اجراء الدياليزا (غسل الكلية) او زرع كلية.
الاعراض:
تتضمن اعراض قصور الكلية النهائي الوذمة او الورم في الاطراف، وخصوصا في الكاحل وفي الوجه وايضا حول العينين. ويسبب تراكم السوائل حول القلب والرئتين الشعور بالتعب وقِصر النفَس، حتى الاعمال البسيطة قد تصبح صعبة ومرهقة، كذلك يمكن ان تكون هناك تقلصات في العضلات خصوصا القناة الهضمية والتي قد تؤدي الى الغثيان والتقيؤ، وقد تنتفخ الامعاء وتصاب احيانا بتقرحات.
ماذا نفعل:
يجب ان يناقش المريض مع طبيبه الجوانب السلبية والايجابية لكل اسلوب علاجي قبل اتخاذ القرار.
يجب ان تكون زياراتك للطبيب منتظمة وخلال هذه الزيارات يجب ان يتم اجراء الفحوصات لمراقبة عمل الكلية، ان حالة العجز النهائي الكلوي تتطلب برنامجا علاجيا مركزا.
العلاج:
اذا تطور المرض الى مرحلة العجز الكلوي النهائي فان ذلك يعني بانك تحتاج الى علاج يقوم بعملية تصفية الدم من الشوائب والفضلات لان الكليتين اصبحتا غير قادرتين على القيام بهذا العمل، وتوجد حاليا ثلاثة اختيارات للعلاج:
- ديلزة الدم
- ديلزة صِفاقية
- وزراعة الكلية
ان 80% من مرض العجز الكلوي النهائي يتم علاجهم بطريقة ديلزة الدم، اما العلاج الاكثر نجاحا للعجز الكلوي النهائي فهو زرع الكلية.
وأهم مخاطر زرع الكلية فهي رفض الجسم للكلية الجديدة واعتبارها جسما غريبا يحاول التخلص منه، ينصح الاطباء عادة بعملية زرع الكلية اذا لم تمض مدة طويلة على تشخيص مرض السكر وعجز الكلى النهائي، واذا كان عمر المريض اقل من 60 سنة، كما ان 20% من المرضى الذين يختارون زرع الكلية يعيشون اكثر من 10 سنوات بعد العملية.
أخبار ذات صلة