news-details

أنظمة عالمية تنخرس أمام حكومة عصابات

تشكلت حكومة إسرائيلية، تبدو أنها ثابتة في السنوات القريبة، بعد ثلاث سنوات ونصف السنة من عدم الاستقرار البرلماني. وهي ليست مجرد حكومة احتلال قمعية كسابقاتها، بل أن في هذه الحكومة من يشكل نموذجا للأحزاب النازية والفاشية، التي عادت لترفع رأسها من جديد في العقدين الأخيرين في أوروبا، ودول أخرى.

هذه حكومة فيها أحزاب وأشخاص، تعد العنوان السياسي لعصابات المستوطنين الإرهابية، التي ترتكب جرائم ضد الشعب الفلسطيني، ضد الإنسانية، في كل فلسطين التاريخية. وبرامجها وممارسات أشخاصها معلنة ومكشوفة للعلن، وكذا أيضا اتفاقيات الائتلاف التي على أساسها تشكلت الحكومة معلنة للجميع، وبالتأكيد باتت مترجمة للعديد من لغات العالم، ومنها الانجليزية والعربية.

ورغم هذا، فإن الأنظمة القوية في العالم، تلك المسيطرة على القرار الدولي، وخاصة الدول التي حرقت دولا وشعوبا، ومنها شرق أوسطية، تحت غطاء الديمقراطية، بموجب مفهوم الامبريالية الأمريكية وزعانفها في العالم، تسكت على هذه الحكومة، وعلى أعضائها، ولا تبدي حتى تحفظا من باب الضريبة الكلامية.

في ذات الليلة التي حصلت فيها حكومة عصابات المستوطنين على الثقة في الكنيست، صوتت الهيئة العامة للأمم المتحدة على قرار منطقي وطبيعي، وهو طلب وجهة نظر المحكمة الدولية، بشأن استمرار جيش الاحتلال في الضفة والقدس المحتلة. فحتى قرارا كهذا، امتنعت في التصويت عليه غالبية الدول الأوروبية، وعارضته بريطانيا دولة الاستعمار الأكبر، وألمانيا ذات الماضي النازي القريب، التي عادت فيها النازية تطل رأسها بقوة. وبطبيعة الحال الولايات المتحدة الأمريكية راعية الإرهاب الدولي.

وليس في واردنا، أن نستغرب استقبال نظام ما تسمى "دولة الإمارات" المتعفن، لبنيامين نتنياهو، في أول زيارة خارج البلاد له، فهذا النظام ليس فقط أنه أبرم اتفاقية تطبيع، بل أن أولى الاتفاقيات الاقتصادية التي أبرمها كانت مع شركات استيطانية في الضفة الغربية ومرتفعات الجولان السوري المحتل، بينما ضيف سفارة النظام ذاته في تل أبيب كان قبل أيام، كان ايتمار بن غفير.

هذا عالم متلون تحكمه المصالح الاقتصادية، ومجموعات الضغط الصهيونية التي ترتب نفسها في الغالبية الساحقة من دول القرار العالمي، أما حكاية الديمقراطية التي تشن تحت رايتها حروب، وتذبح شعوب، فما هي إلا مطية لخدمة الامبريالية والصهيونية والرجعية العربية المتعفنة. 

ويبقى الأمل في الشعوب، إلا أن هذه الشعوب تحتاج لرؤية وحدة موقف فلسطيني شعبي وقيادي، ووقف حالة التناحر المدمر، في الوقت الذي لا يتوقف فيه شلال الدم الفلسطيني.

أخبار ذات صلة