news-details

كلمة الاتحاد| أيديولوجيات وهمية لتغطية المصالح الاقتصادية

كشفت الخطوط العريضة لاتفاق التطبيع الإماراتي الإسرائيلي، أن الأمر المركزي في العلاقات بين الجانبين هو العلاقات الاقتصادية المتشعبة، والهدف منها أساسا فتح آفاق أوسع أمام المستثمرين من كلا الجانبين لتكديس أرباحهم، فيما الجانب العسكري الاستخباراتي الخطير، بما يتضمن اختلاق أخطار على الإمارات، جاء هو أيضا لخدمة المصالح الاقتصادية.

هذا الاتفاق هو ثلاثي الأضلاع، والضلع الثالث ليس أميركيا فقط، بل سنكتشف لاحقا، أن للضلع الثالث أسماء وهوية، وفي مقدمتها صهر دونالد ترامب، الصهيوني الاستيطاني جارد كوشنير. وحذّر أحد كتاب المقالات السياسية الإسرائيلية، في واحدة من الصحف في الأسبوع المنتهي، مما أسماه، "حضور كوشنير في السياسة الخارجية"، وكان يقصد أن هذا الشخص، يسعى لمصالحه الاقتصادية، في كل واحدة من الساحات العربية التي يقتحمها، برغبة من يسيطر عليها، ويضع مصالحه الشخصية أولا.

فإذا كان النظام المسيطر على ما تسمى "الإمارات العربية المتحدة"، قد كشف طابقه، وأنه ليس الهوية العربية، ولا قربه المفترض للقضية الفلسطينية، هما الأمر الحاسم في سياساته، وإنما مصالح شخصيات النظام الاقتصادية، وما يضمن استمرار سطوتهم على الشعب هناك -فإن كوشنير أيضا الذي كان رأس الحيّة الأكبر في نسج المؤامرة الصهيو أميركية المسماة "صفقة القرن"، على استعداد لطي الصفقة ولو مرحليا، من أجل تمرير مصالحه ومصالح من يمثلهم الاقتصادية.

وكذلك الأمر بالنسبة للعصابة المسيطرة على الحكم الإسرائيلي، ممثلة بشخص بنيامين نتنياهو، إذ فضّلت تأجيل مخطط فرض ما تسمى "السيادة الإسرائيلية" على الضفة المحتلة، مقابل صفقة اقتصادية ضخمة، مع النظام الإماراتي، وليس واضحا أي أنظمة ستتبعه في الزحف من تلك المنطقة أو غيرها.

هذا لا يقلل اطلاقا من المخططات الاستعمارية الصهيونية، التي تستهدف الشعب الفلسطيني أولا وأخيرا. ومؤامرة "صفقة القرن"، هي أيضا مخطط استعماري له أوجه اقتصادية توسعية، وكل الأيديولوجيات التي تظهر على السطح، ما هي إلا قشور للأهداف الأساسية.

في هذا الأسبوع، وكما كان متوقعا، فإن ما تسمى "جامعة الدول العربية" أزالت عن نفسها آخر أوراق التين، لتظهر عارية، بموقف تسيطر عليه النذالة والتآمر مع الامبريالية والصهيونية، على الشعب الفلسطيني، ونحن لا نتهم كل الدول العربية بالنتيجة، لأننا نعلم أن قرار الجامعة العربية، مرهون بالدول النفطية الرجعية العميلة، التي تلقي بفتات على الدول العربية الفقيرة، وتفرض عليها السكوت، وعدم رفع صوتها على هذه السياسات العميلة.

هذه ساعة الشعب الفلسطيني لينتفض، وليحرق الأوراق التآمرية، فمن المؤكد أن انتفاضته الشعبية الجماهيرية الواسعة، ستحرك شعوبا عربية، لا تقبل ذل وانحطاط وخسّة أنظمتها المتعفنة.

أخبار ذات صلة