news-details

العراقيب وأهلها، وسلطة الخراب

يقدم أهل قرية العراقيب، التي لا تقل حقا بالوجود والتطور أبدا عن الحق الذي تقول به دولة اسرائيل لذاتها، نموذجًا في الصمود والبقاء بأداة النضال والعطاء والتضحية. فها هو شيخ العراقيب صياح الطوري يشمخ في السجن فوق السجان وأسياده. لقد قرّر جهاز "العدل الإثني" الاسرائيلي معاقبته على ما يصحّ الافتخار به ويجدر الاقتداء به ويجب الالتزام به: التمسك بالأرض والانتماء والحق مهما تغطرس الثملون بوهم القوة، الملوثون بالعنصرية والممسوسون بالجشع.

وفي قاعة المحكمة، رمز السلطة والقانون وأداتهما، خاطب الشيخ السجين الحر في الروح والضمير، الحاضرين مناشدًا إياهم الحفاظ على الهويّة والأرض، وتابع بالقول: "ان الصدق يعلى ولا يعلى عليه، اذا كان هنالك ديمقراطيّة في دولة إسرائيل يجب الاعتراف بحق المواطن. في هذه الحكومة عصابات صهيونيّة تعمل على سلب حقوق المواطن العربي. لا يعقل ان تقوم دولة تدعي الديمقراطيّة ان تنهب حق المواطن او تدفع به في السجون وخلف الأبواب من اجل ان يتنازل عن حقه في الأرض والمسكن".

وقبل أيام رفض عدد من شباب العراقيب المعتقلين ظلمًا أن يرضخوا لتسوية تقضي بإبعادهم عن بلدهم مقابل تحريرهم. فما كان من المحكمة إلا الاضطرار للأمر بتحريرهم. النضال والثبات مجديان ومشرفان معا، يعلن هؤلاء الأبطال بموقفهم.

لا مكان للتساؤل بشأن تعريف هدم قرية قرابة 190 كجريمة. في سجلّ ذي مصداقية للتاريخ ستتلألأ العراقيب بحروف من نور كملحمة بطولة وصمود، بينما سيتكرّس اسم مدمّريها كوصمة عار قاتمة. لكن هناك سؤالا حقيقيا عما إذ قام "أهل أهل العراقيب" بدورهم المقدور عليه كاملا وبواجبهم المفروغ منه، لدعم العراقيب وسائر قرى النقب. لا يُسأل هذا من كوّة الإدانة الضيقة، وإنما بدافع الحث على إحداث تغيير في التعاطي والعطاء للعراقيب التي بها نعتز.

أخبار ذات صلة