news-details

المحرض الفاسد يستولي على الحكم بالبث المباشر

تفشي وباء الكورورنا خطر حقيقي، ويظل خطرا حقيقيا حتى حين يستغله بنيامين نتنياهو لغاياته السياسية بل قُل الاستبدادية. لكننا أمام هذا الحال نصبح عمليًا أمام خطرين متزامنين، يغذي كل منهما الآخر. فهذا السياسي المُدان بالتحريض العنصري وإذكاء الكراهية بصورة ميكيافيلية، والمتهم بقرف الفساد، يستغل الخوف المبرر ويفاقمه عن قصد، كي يشق الطريق عودة للاستيلاء على الحكم، كما تشق بلدوزرات الاحتلال الطرق الالتفافية الى المستوطنات والمستعمرات على الأراضي المنهوبة.

ففي ظل الكورونا عمل نتنياهو بشكل تصاعدي على منع عقد جلسات، لا لهيئة عامة ولا للجان، في الكنيست. وحتى لو كان حظر اجتماع العشرات معا ممنوعا لأسباب مهنية مبررة، وهي كذلك فعلا، فإنه بالامكان العثور على الطرق التكنولوجية والرقمية الملائمة لمواصلة سير أجهزة الحكم كالكنيست والمحاكم. لكن نتنياهو قرر شلها ليس لأنه لا يدرك وجود تقنيات بديلة، فهو يفاخر بتمكّنه من هذه المعرفة بسبب وبلا سبب، بل أجاز استخدامها للتجسس على المواطنين بدون رقابة أية هيئة منتخبة أو متخصصة.

لقد شلّ نتنياهو الكنيست ويحاول منع انتخاب مؤسساتها لغرض منع تطبيق ما أرادته غالبية الأحزاب من خلال التوصية على خصمه بنيامين غانتس. وبموازاة هذا قام خادمه ومبعوثه وزير القضاء أوحانا بشلّ عمل المحاكم كمساهمة اضافية منه لمنع بدء محاكمة سيده. وفي ظل هذا بدأت تخرج أصوات قلقة مما يحدث، وبمعظمها تحذر من انقلاب سلطوي حقيقي.

إن المحرض الفاسد يقوم الآن وبالبث اليومي المباشر باستغلال خوف المواطنين لكي يصادر قرارهم الانتخابي ويستولي على الحكم، أو لفرض حكومة "وحدة" تبدأ برئاسته ليفرّ من القضاء. في جميع الأحوال، يمضي هذا السياسي عميقًا نحو حضيض فاشي جديد ضمن المسار الفاشي الذي ساهم كثيرا في رسمه وفرضه. ربما قد ينهض هذا المجتمع من صدمة وأزمة الكورونا بعد فترة، ليجد نفسه قابعا خلف قضبان نظام استبدادي يتم فرضه عليه الآن، ومن الواجب والضروري كسر هذه القضبان وهذا المسار فورًا!

أخبار ذات صلة