news-details

بوزننا السياسي سيسقط ليبرمان

معارك الانتخابات عديدة المستويات والوجهات من حيث المطلوب أو المرجوّ منها. مهما اختلفت ظروفها يبقى في مركزها هدف فعليّ هو إيصال  وتعزيز من يمثل مصالح وقيم ومواقف وآراء الناخب والناخبة. لكن بالإضافة الى إيصال من يمثل الصوت والى تقوية هذا الصوت وتوسيع مساحة التمثيل في المنصة البرلمانية المحددة والمحدودة، هناك أثر تلقائي وفوري لذلك، وهو تقليص وإضعاف قوة خصوم يطرحون النقيض سياسيًا أو اقتصاديًا أو اجتماعيًا – أو كلها معًا. رؤية المسألة ضمن هذه الثنائية مهم لأن صورة لمعادلة القوى تتبدّى في نهاية المطاف.

في حالة الجماهير العربية الفلسطينية وحلفائها التقدميين اليهود، ليس الخيار بين طرف (أ) أو طرف (ب). المسألة أعقد. ذلك لأن الطرفين المذكورين يقفان على مبعدة منا، بحكم طروحاتهما وممارساتهما العدائية. ناهيك عن أنهما قد يتحالفان لاحقًا معا! هكذا يصبح الهدف في حالة الجماهير العربية الفلسطينية وحلفائها التقدميين اليهود، هو محاصرة قوى يمينية عنصرية كجزء من المعركة الشاملة. ونحن واقعيون، بحكم المسؤولية وبحكم ضرورة احترام عقل المواطنين جميعهم. نعي أنه قد لا تملك الجماهير العربية وحلفاؤها قوة دحر كل اليمين، لكنها قادرة بالتأكيد على التأثير على الصورة الكبرى. فبالنسبة لبعض القوائم والأحزاب اليمينية، يمكن إسقاطها وليس فقط إضعافها، لو ارتفعت نسبة التصويت لدى جماهيرنا وحلفائها.

أول تلك القوى اليمنية العنصرية هي يسرائيل بيتينو وزعيمها فاشي الطرح افغدور ليبرمان. التحليلات الحسابية الانتخابية وتقديرات مختلف المراقبين، تؤكد عمليًا ان الجماهير العربية التي يحرّض ليبرمان عليها ويطالبها بإعلان الولاء الذليل ويدفع نحو إسقاط شرعيتها المدنية والسياسية، هي جماهيرٌ تملك لو أرادت وفعلتْ ورقةَ إسقاطه، لأنه يتخبط اليوم عند نسبة الحسم نفسها التي عمل على رفعها لضرب تمثيل الجماهير العربية وحلفائها التقدميين اليهود! فهل يعقل التنازل عن توجيه هذه الضربة السياسية الهامة عديدة المغازي لمن جعل التحريض العدواني الفاشي على جماهيرنا وحلفائها التقدميين اليهود، مشروعه رقم واحد؟! إن الحكمة السياسية والعدالة والكرامة تقتضي كلها وضع كامل وزننا السياسي والتمتّع برؤية ليبرمان يسقط في نفس الشرَك الذي حاكه لنا! 

أخبار ذات صلة