news-details

تسابق جنرالات الحرب

أعلن رئيس الحكومة ووزير الحرب الأسبق إيهود براك (77 عاما) عن تشكيل حزب جديد، لخوض الانتخابات المقبلة. وكالعادة منحته استطلاعات الرأي 6 مقاعد. ولكن هذه نتيجة من شأنها أن تقلق براك، لأنها دفعة الوهلة الأولى، ما يعني أنه مرشح للتراجع أكثر، كما علّمت التجربة. وينضم جنرال الحرب الدموي براك الى عدد غير مسبوق من كبار جنرالات الحرب والمخابرات الذين يخوضون الانتخابات المقبلة.

ظهر طموح براك بالوصول الى سدة الحكم، قبل أن يخلع البزّة كرئيس لأركان جيش الاحتلال في منتصف سنوات التسعين. ففور أن أنهى ولايته انضم الى حكومة شمعون بيرس، الذي خلف يتسحاق رابين بعد اغتياله. وفي العام 1997، فاز برئاسة حزب "العمل".

نجح براك في إعادة حزب "العمل" الى رئاسة الحكومة في العام 1999، لتتكشف لاحقا أن مهمته تدمير مسار أوسلو، والمفاوضات مع سوريا، فخسر رئاسة الحكومة بعد 20 شهرا من تلك الانتخابات. وعاد براك الى الساحة السياسية، بفوزه برئاسة حزب "العمل" المتهالك في العام 2007. وفي انتخابات 2009، جرّ حزبه للشراكة في حكومة بنيامين نتنياهو. ثم انشق عن حزبه العمل في مطلع 2011، حينما رأى أغلبية في الحزب تريد الانسحاب من الحكومة.

لقد استخدم براك حزب "العمل" مطية، في وقت زالت فيه كل القيادة التاريخية المؤسِّسة للحزب، وعودته الى التنافس الانتخابي تطرح أسئلة كثيرة. فعلى الرغم من التقديرات بأن براك سيحصل عل أصوات اتجهت لحزبي "الليكود" و"كحول لفان"، إلا أن براك سيقضم أيضا من القوة الهشة لحزب "العمل".

وقد عزز براك حزبه مباشرة، بجنرال آخر، ليضفي طابع الجنرالات على الحزب، أسوة بتحالف "كحول لفان" الذي يتقدمه ثلاثة رؤساء أركان سابقين، ومعهم قادة أجهزة استخباراتية، وحاملي رتب عسكرية متقدمة، ما فرض على الليكود أيضا، ضمان وجود جنرالات في قائمته، على شاكلة يوآف غالانت، الذي انتقل من حزب "كولانو" برئاسة موشيه كحلون، بعد أن ضمن دعما من نتنياهو له.

ما يعني أننا سنشهد في انتخابات أيلول، أعدادا أكبر من العسكر وقادة المخابرات، فيما لو نجح براك في اجتياز نسبة الحسم، أو وجد نفسه في تحالف يضمن دخوله الى الكنيست. وهذا سيكون مؤشرا أشد خطورة للمستقبل، فجنرالات العقدين الأخيرين بالذات، هم أشد تطرفا من سابقيهم، وهم من المعروفين كمن أصابعهم سريعة على الزناد

أخبار ذات صلة