news-details

جريمة الاستيطان تجمع ترامب ونتنياهو وغانتس

جاء إعلان العصابة المسيطرة على البيت الأبيض الأميركي، بزعامة دونالد ترامب، بشأن المستوطنات في المناطق المحتلة منذ العام 1967، واضفاء الشرعية الأميركية عليها، كاستمرارية لسلسلة القرارات التي اتخذتها تلك العصابة، في محاولة بائسة لتصفية القضية الفلسطينية، ولكن لهذه القضية شعب يحملها، قبل ترامب، وبعد ترامب وبعد الصهيونية برمتها!

ولكن هذا القرار ظهر كمناسبة أخرى لظهور تطابق في المواقف السياسية، بين جميع المتخاصمين والمتنازعين على رأس هرم الحكم الإسرائيلي، وخاصة بين بنيامين نتنياهو وبيني غانتس، اللذين رحبا بحرارة بالموقف الأميركي العدواني ضد الشعب الفلسطيني وأيّدا مجددا تكريس جريمة الحرب المتمثلة بالاستيطان، وهذا الترحيب يعكس أولا تطابق الموقف السياسي بين الليكود وكحول لفان، وهذا أكده الرئيس رؤوفين رفلين، وأيضا رئيس حزب "يش عتيد" الشريك في تحالف كحول لفان.

اللافت للنظر أن هذا الموقف الإسرائيلي الرسمي الذي عبّر عنه نتنياهو وغانتس، معا، يتعارض حتى مع مواقف شخصيات وجهات أميركية معروفة أنها هي أيضا صهيونية، أو أنها مؤيدة جدا لإسرائيل وسياساتها، وخاصة المرشح الأبرز في الحزب الديمقراطي الأميركي جو بادين، ومنافسه الأميركي اليساري (اليهودي) بيرني ساندرس، ومرشحين آخر في الحزب، للرئاسة الأميركية. وحتى منظمة إيباك، الصهيونية اليمينية المتشددة، اختارت كلماتها بحذر، دون ترحيب بقرار عصابة ترامب، وقالت، إن مصير المستوطنات يتحدد في المفاوضات وليس بالقرارات الدولية.

بطبيعة الحال، فإن سلسلة قرارات وكر البيت الأبيض في واشنطن، ضد الشعب الفلسطيني والمستمرة (في هذه الجولة) منذ ثلاث سنوات، وسبقتها عقود من العدوانية، لا يمكنها أن تؤثر سلبا على شرعية القضية الفلسطينية، فهذه الشرعية يستمدها شعبنا من كونه صاحب البلاد والوطن، وليس من قرارات أميركا، ولا حتى من القرارات الدولية مهما بلغت ايجابيتها النسبية.

إن مطلب الساعة، هو ذات المطلب القائم منذ 12 عاما على الساحة الفلسطينية، انهاء الانقسام، والظهور امام العالم، شعبا متماسكا، ذا أجندة نضالية واحدة وحيدة، أجندة المشروع الوطني الفلسطيني، دون تدخل أية أجندات خارجية أيا كانت.

وفي ذات الوقت، فإن هذه مناسبة جديدة لقراءة الخارطة السياسية الإسرائيلية بتفاصيلها، فإذا كانت هناك طرحوحات تتحدث عن المفاضلة بين السيء والأسوأ، فإن ما نراه على أرض الواقع الملموس يوميا، في القضايا الجوهرية، أن المنافسة قائمة على من هو الأكثر سوءا وتطرفا وتعصبا تجاه الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة. هنا تسقط الفروق للأسف.

أخبار ذات صلة