news-details

جريمة قتل معروفة مسبقًا

جريمة قتل الشابة ديانا أبو قطيفان في اللد كانت، كما وصفتها النائبة عايدة توما سليمان: إعدام في وضح النهار. هي ربما جريمة معروفة مسبقًا، إذ قامت هنا الشرطة بجميع الخطوات كيلا تحمي المغدورة الشابة. ولا زلنا بين المطالبين بكشف جميع ملابسات اتخاذ قرار إعادة الشابة التي كانت الشرطة على علم بما يتهددها من خطر. فمثلما في في حالات قتل نساء عربيات ويهوديات قبلها أيضا، كانت أمام الشرطة مؤشرات قوية على احتمالات الجريمة، لكن التقاعس لم يمنعها

هذه الجرائم ليست قدرا. ليست أحداثا فوق طبيعية نعجز كبشر عن صدها. هي نتيجة مترتبة على السياسة والمجتمع والاقتصاد. تقصير بل تقاعس مؤسسات الدولة صارخ حتى السماء. لم يعد بالإمكان التهرب من هذا، حتى في مؤسسات رسمية هامة مثل مراقب الدولة. نحن أمام شرطة يجتمع فيها الاستخفاف بواجبها مع الاستخفاف بحياة العرب. فأية نتيجة تُنتظر؟! على مستوى سلطة الدولة هذا داء يمكن للسلطة التعايش معه لأنه يطال العرب، يطال مواطني الدرجة الثانية. نعم، نحن نتهمها بهذا. تلك الحقيقة البشعة غير قابلة للتجميل. حتى مراقب الدولة استنتج وأكد أنه لم يتم القيام بكل الممكن والمتاح ضد تفشي السلاح.

لكن على مجتمعنا واجب وله دور أيضا بالتأكيد. لن نكرر أية مواعظ، بل نؤكد على وجوب زيادة حدة ووضوح مواقف ونشاطات جميع أصحاب المواقف المبدئية التقدمية والرافضة لجميع اشكال العنف ضد النساء. يجب محاورة واقناع وربما إحراج كل من يفتقر خطابه للوضوح الكافي كي يخرج بمقولة حاسمة لا تحتمل التأويلات ضد كل جرائم العنف وأبشعها القتل بحق النساء.

بموازاة ذلك، يجب سد الشوارع بمظاهرات الغضب لدفع الحكومة على القيام بخطوات فعلية حقيقية ضد وسائل القتل، ضد الأسلحة المتفشية دون حسيب ولا رقيب. هذا جزء من الطريق الصعب لتقليص السهولة التي لا تحتمل للقتل بسلاح يشجع حامليه على استخدامه، وتفريغ رصاصاته في أول فرصة وعند كل منعطف.

أخبار ذات صلة