فيما يطلق الائتلاف الحكومي، وخصوصاً زعماء في حزب الليكود، ما يشبه "الرسائل المطمئنة" بشأن مشروع الانقلاب الذي تفرضه حكومتهم، زاعمين ان التشريعات ستتم بالاتقاق، فإن حلبات ومواقع أخرى تزداد سخونة وقد يهدد بعضها باندلاع ألسنة لهب عالية الخطر. هناك تحليلات متعددة لتصريحات وزراء ليكوديين عن وجوب "التريّث" في التشريعات، ومسارعة نتنياهو إلى تبنّيها، بهذا الشكل او ذاك. بعض التحليلات تشير إلى وجود خشية حقيقية في صفوف الليكود من تآكل قوته بسبب الانقلاب، وبعضٌ آخر يرى في الحاصل ما يشبه "المؤامرة" لتخدير الاحتجاجات. لكن بين هذه التحليلات وتلك هناك مخاوف من إقدام الحكومة على إشعال حرب أو "مواجهة حربية"، في الشمال.. على سبيل الهرب من الأزمة الداخلية العاصفة نحو الحرب الخارجية! الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله أعلن أن "إسرائيل تتحدث بوقاحة عن استفزازات المقاومة، بينما هي من يستمر في احتلال الأرض ولاسيما في الغجر اللبنانية". مضيفًا بالقول "إن المقاومة في لبنان لن تتهاون، وستكون جاهزة للردع والمواجهة والتحرير أمام أي حماقة إسرائيلية. بموازاة ذلك حذرت قيادة جيش الاحتلال مطلع الأسبوع الحكومة رسميًا من أن احتمال الحرب مع لبنان قد ارتفع إلى أعلى مستوى منذ صيف عام 2006. هذا الوضع عالي الخطورة لأسباب كثيرة، منها "حسابات خاطئة" في قراءة كل طرف لتحركات الطرف الآخر مما قد يشعل شرارة غير محسوبة قد تحرق مساحات واسعة يملؤها الترقب والتوتّر؛ وكذلك الخشية من أن يقرّر المأزوم أو المأزومون في الحكومة أنه لا يمكن الاستمرار وحمل العصا من طرفيها، وارضاء طرفي الائتلاف الحكومي بشأن التعاطي مع تشريعات الانقلاب، وقد يقودهم جشعهم وسلطويتهم وانعدام مسؤوليتهم الى اتخاذ قرارات حربية كارثية!