news-details

دواعش اليمين منتعشون من جرائم داعش

تنتج تحليلات الصحفيين الإسرائيليين الذين يكتبون ويحللون في الشؤون الأمنية، صورة مفادها أن الدهس والطعن في بئر السبع يوم الثلاثاء الماضي، وإطلاق النار في الخضيرة يوم الأحد، هما حدثان لم تكن الأجهزة الأمنية تعرف عنهما شيئا وأنها تفاجأت منهما. ويشيرون نقلا عن مصادرهم الأمنية، أي أن هذه الأخيرة تقول، إن منفذي الجريمتين الذين أعلنوا في فيديوهات صُوّرت مسبقا انتماءهم لتنظيم التكفير الإرهابي "داعش"، ربما نشطوا ضمن "اليقظة المجددة" للتنظيم في المنطقة، بعد الانسحاب السريع والمذعور للقوات الأمريكية من أفغانستان..
في الوقت نفسه، كان قد نقل الصحفيون أنفسهم عن المصادر نفسها طيلة الأسابيع الماضية تحذيرات من أن الفترة القادمة، خصوصا خلال شهر رمضان المبارك، قد تشهد تصعيدا وتفاقما "أمنيًا". أما رئيس الحكومة نفتالي بينيت، فقد عبّر عن نفس العجز (المزعوم؟) عن توقّع هذه الحوادث، بل قال إن "عملية إرهابية ثانية لأنصار داعش داخل إسرائيل، تلزم قوى الأمن بالتأقلم السريع أمام التهديد الجديد".

يجب القول إن هناك العديد من علامات السؤال تلوح حول هذه "اليقظة المفاجئة" في إسرايل لتنظيم ينشط منذ أكثر من عقد في المنطقة وزرع قتلا وخرابا ودمارا في شتى المواقع، و"لعب دورًا" بارزا في تدمير العراق وسوريا على نحو خاص. وهي أسئلة لا تتوفر عليها، من خلال المعطيات والمعلومات الراهنة، أية أجوبة. علمًا بأن التنظيم التكفيري والمؤسسة الإسرائيلية كانا عمليًا في جهة واحدة للاصطفاف داخل الصراع في سوريا (وعليها)، بالمفهوم العميق. ويمكن قول ذلك أيضًا عن الحال في العراق ولبنان. هذا امر لا يمكن وممنوع تجاهله.

الأمر الأكيد أن جماهيرنا وقيادتها مدعوة للحذر واليقظة من حملات التحريض المتصاعدة التي قد تستعر أكثر بل تصل درجات مسعورة، إذ أن التنظيمات والجماعات الفاشية الإسرائيلية – وما أكثرها – سترقص على الدم والعنف والتوتر كي تحرّض ضد كل من هو عربي وفلسطيني. فدواعش اليمين الإسرائيلي سيقومون بكل شيء لاستغلال هذه الأحداث، خدمةً لمشروعهم التوسعي الترانسفيري التطهيري. هذا على الرغم من أن زعماء شتى العصابات الفاشية العنصرية يعلمون جيدًا أن من يعلن انتماءه لداعش لا تربطه أبدًا أية علاقة بالجماهير العربية في إسرائيل ولا بجميع الفلسطينيين في أي مكان في العالم، بالمفهوم الأخلاقي والسياسي والفكري. هؤلاء لا يمثلون أحدًا من الشعب الفلسطيني، وتلفظهم وترفضهم جميع الفصائل الفلسطينية، بما يشمل فصائل الإسلام السياسي منها.

أخبار ذات صلة