news-details

شماتة الضحية طعمها حلو

تشتد الحرب الكلامية داخل حزب الليكود، في المنافسة الجارية على رئاسة الحزب، بين بنيامين نتنياهو، والنائب غدعون ساعر، الوحيد الذي تجرأ على منافسة نتنياهو، من بين عدة شخصيات تتوق "للتاج" القذر، تاج رئاسة حزب، من الصعب أن تجد أي فارق بينه وبين حركة "كاخ" الإرهابية، من حيث جوهر السياسات، والخطاب العنصري الاقتلاعي الطاغي.

وغدعون ساعر، ليس فقط أنه في قلب الثلم، لا بل يقارع منافسه نتنياهو، بأنه ذات يوم "كان غارقا في وَهْم الدولتين"، في إشارة الى ما أعلنه نتنياهو في حزيران 2009، بموافقته على تشكيل كيان فلسطيني ممسوخ، منزوع الصلاحيات، محاصر من الجهات الأربع والجو وتحت سطح الارض، وأسماه "دولة"؛ فحتى هذه لم يحتملها العنصري الشرس ساعر، الذي يحاول الظهور بمظهر نزاهة النظام، فأي نزاهة في ظل سياسات الاحتلال واقتلاع شعب من وطنه؟! هذه هي عقلية ساعر.

إلا أن ساعر لم تشفع له هذه السياسات الأشد تطرفا، فها هو كل يوم يتعرض لهجمات كلامية في غاية التطرف، مطابقة لهجمات نتنياهو على جماهيرنا العربية ونوابنا في القائمة المشتركة، لا لشيء، إلا لأن ساعر تجرأ على منافسة رأس القطيع الأزعر المنفلت بعنصريته.

ومن التعابير التي يواجهها ساعر، "طابور خامس" و"خائن" و"يطعن في الظهر"، وغيرها. و"اللطيف" في الأمر، أن ساعر لم يبق مكتوف اليدين، فقد طالب حزبه بوضع كاميرات في صناديق اقتراع الحزب، في الانتخابات التي ستجري يوم الخميس المقبل، منعا للتزوير. ولشدة السخرية التي تجعلنا نقهقه عليها، أن نتنياهو عارض نصب الكاميرات!

ونحن الجماهير العربية، ضحية العنصرية الليكودية والصهيونية برمتها، نتابع ونراقب، ونشمت، فشماتة الضحية طعها حلو.

الليكود كان وما زال مستنقعا لكل موبقات العنصرية، وقسم كبير من أخطر وأشرس الأحزاب العنصرية الإرهابية نشأت من صفوفه، أو من محيطه، مثل حزب هتحيا، الذي أسسته غيئولا كوهين التي ماتت الليلة قبل الماضية. وكلما تقدمت السنين، فإن هذا المستنقع يصبح آسنا أكثر، وتزداد خطورة تلويثه للبيئة الإنسانية، بشكل أشد. 

ولكن الليكود ليس وحده، بل معه كل الأحزاب الشريكة له، فها هو حزب "شاس" بزعامة الفاسد المُدان آرييه درعي، ينشر إعلانات لمساندة نتنياهو. وبعد أسابيع سنرى درعي ذاته، يبحث عن أوكار في شارعنا العربي لنهش بعض الأصوات، وهذه مهمتنا لصده هو والليكود، وكل الأحزاب الصهيونية دون استثناء. 

أخبار ذات صلة