news-details

صوت صارخ في صحراء الجبناء

ما أن عبرت ممثلة ومقدمة برامج تلفزيونية عن استهجانها من التشكيك بشرعية المواطنين العرب، التي تتجسد بمهاجمة بنيامين نتنياهو خصومه في "كحول لفان" بزعم اعتمادهم على "أحزاب عربية"، وتساؤلها: "وما المشكلة مع العرب؟!.. يوجد مواطنون عرب في هذه الدولة؟ ومتى سيستوعب أحد في هذه الحكومة أن جميع الناس متساوون، وأن الدولة يجب أن تكون لجميع المواطنين" – حتى هبّ زعيم اليمين حليف الكهانيين مهاجمًا الممثلة روتم سيلع ومؤكدًا ان اسرائيل دولة اليهود وليس دولة الجميع!

طبعًا هذا سلوك لا يقدم عليه سوى سياسي فقد جميع الكوابح والضوابط. وهو في الحقيقة يعاني من أسباب كثيرة جدية تجعله ينحدر هذا المنحدر. إنه مأزوم من الجهات الأربع. فهو  محاط بشبهات الفساد وقرفه، من ارتشاء وخيانة ثقة، ووصل بسياسته طريقًا مسدودًا بعد أن أغلق الأفق السياسي بتعصبه واستعلائه وانغلاقه المشتق من أكثر أشكال الصهيونية مغالاة.

على طول طريقه السياسي، مارس نتنياهو التحريض كاستراتيجية وليس كتكتيك اضطراري. لقد حرّض على اليسار وما زال. حرض على العرب مرارًا، اعتذر في الانتخابات السابقة، ويظهر اليوم أنه اعتذار كاذب. هذا الكذب بالمناسبة يلائم شخصيته تمامًا. وها هو اليوم يواصل انحطاطه التحريضي ذاته. يكذب قائلا إن منافسيه وخصومه يستعدون للتحالف مع ما يسميه أحزابًا عربية، وهو أمر ينفيه زعماء قائمة "كحول لفان" كمن ينفي ويصد عن نفسه تهمة. بهذا هم رديف عنصري لنتنياهو!

إن هذه الممثلة قالت الحقيقة وعبرت عن ما يفترض أنه ألف باء الديمقراطية وهو أن المواطنين متساوون دون فرق في الانتماءات. هذا إذا كنا نتحدث عن ديمقراطية.  لكن الأمر ليس كذلك للأسف. الأكيد هو أن هذه الممثلة الشجاعة تستحق كل احترام. خسارة أنها وحيدة وسط جموع الصامتين من فنانين واعلاميين لا ينتقدون نزع الشرعية عن المواطنين العرب، وهي بمثابة صوت صارخ في صحراء الجبناء.

أخبار ذات صلة