news-details

قضايا كبرى تحت الرادار!

خلف التغطية السميكة، سميكة الجلد أحيانا، لمجريات وسيناريوهات تشكيل الحكومة، تمر تحت الرادار قضايا كبرى ذات تأثير حاسم على حياة المواطنين نفسها وليس على جودتها فقط.  إذ يبدو أن الخلاف الأساسي بين الحزبين الأكبرين هو على أولوية تناوب رئاسة الحكومة، إذ لا يطالب أحد بخوض غمار غير ذلك – يئير لبيد عبّر عن هذا بدقة بقوله: لو وافق نتنياهو أن يكون ثانيًا، ستُشّكل الحكومة خلال 48 ساعة.

خلف هذا تتراكم المصائب.. فالمستشفيات تستنجد وتعلن أنها بحاجة الى زيادة فورية في ميزانيتها بنحو 40 مليون شيكل، لتكون بمستوى الجاهزية اللائق لمواجهة فصل الشتاء وزيادة الأمراض الموسمية... لكن مع هذا يعلن بنيامين نتنياهو نيته تحويل أموال مخصصة لأغراض مدنية (منها رعاية الطفل بعد ساعات الدوام الدراسي، مثلا!) إلى الإنفاق العسكري لمواجهة ما أسماه بـ"التهديدات الإيرانية".

الأكيد والمحزن والمقلق هو أن معركتي انتخابات في غضون نصف سنة لم تساهما في إيقاظ الوعي المدني المخدّر في معظم المجتمع الاسرائيلي، على الرغم من أن هذه الضربات والسياسات الاقتصادية تضرب أفراده في صحتهم وصحة اهلهم وأولادهم وسائر ذويهم. ويبدو أن هذا لن يتغير طالما ظل شريط إعادة انتاج الخوف يتحرك بنشاط بين مخالب الاستيطان والتوسع العدوانية الجشعة، وبين غرائز الخوف التي يتم تفعيلها بكثافة وهوس من قبل مركز الحكم المهيمن، ليبقى الوعي المدني في حالة سبات.

لن يتغير الحال بدون اعادة القضية المركزية الى موقع الأولوية. قضية السلام العادل وتحرير الاسرائيليين أيضا من الاحتلا. ومن تبعاته وإفرازاته وأولها سجنهم في حالة طوارئ مستمرة بلا توقف، حيث يسهل دب الرعب فيهم وافتراس حقوقهم. لذلك، فليست أولوية قضية السلام مسألة وطنية فلسطينية فحسب (هذا مؤكد كالشمس في الظهيرة)، بل هي مصلحة المواطنين في اسرائيل ايضا، خصوصا المستضعفين الذين يصوتون لاحزاب اليمين، والليكود تحديدا.

أخبار ذات صلة