news-details

كلمة الاتحاد| 55 عامًا من الاحتلال المجرم

بمرور خمسة عقود ونصف العقد على بدء الاحتلال الإسرائيلي عام 1967، والذي صادف يوم الخامس من حزيران الجاري، ما زال البطش الإسرائيلي مستمر باستعلاء كولونيالي، ولا زال الصمود والنضال الفلسطينيان يشكلان الأداة والإرادة من أجل التحرر الوطني وممارسة حقه في تقرير المصير ككل شعوب العالم.

في هذه الذكرى نقف أمام حكومة يمينية يجاهر رئيسها برفضه مجرد الخوض في مفاوضات سياسية مع الشعب الفلسطيني، وذلك بغطاء قوى تدّعي أنها مناهضة للاحتلال وأخرى عربية فلسطينية الانتماء، ولكن ليس الأداء. بعد 55 عامًا على الجريمة المستمرة يتواصل مشروع الاستيطان، مشروع النهب الكولونيالي الذي تتورط فيه كل حكومات إسرائيل ومعها الجهاز القضائي أيضًا، الذي لم يجرؤ على اتخاذ أي قرار شجاع ونزيه في هذا الشأن. ويتواصل حرمان ملايين اللاجئين الفلسطينيين من حقوقهم المشروعة في التعويض وفي العودة وفقا لما يقرره كل لاجئ ولاجئة.

لقد ظلّ الاجماع الإسرائيلي متعنّتا على تحويل احتلال عام 1967 الى واقع دائم لا يجري الخوض فيه كحالة متكاملة. وبينما سعى اليمين تاريخيًا لاستكمال تأسيس الدولة بالضم الكامل اراد "اليسار" تأسيس التسوية عبر فرض حدود اللعبة في أقل بكثير من حيّز احتلال 1967 وفي أقل بكثير من حدود الحق الفلسطيني المتكافئ.

في الحين نفسه، ما زالت المؤسسة الحاكمة الإسرائيلية تصوّر نضالات الشعب الفلسطيني كأفعال عنيفة وإرهابية "بلا سبب ولا مبرّر"، وتواصل تسميم وعي الجمهور الإسرائيلي وتخديره وتزييفه. وكأن حكّام هذه البلاد قد قر قرارهم على مواصلة العيش على الحراب والاعتياش على الحروب. ورغم كل المآسي لم يزدد الخطاب الإسرائيلي الرسمي إلا ترديًا وعنفًا وهوسًا، وهو ما يُترجم حرفيًا في الممارسات والسياسات.
يجب أن يفهم القاصي والداني، أن الاحتلال الإسرائيلي هو الجريمة الكبرى، ولن يحلّ أمن ولا أمان ولا هدوء ولا سلم لأحد، لا في البلاد ولا في المنطقة ما لم يتم التوصل الى حل عادل – نسبيّ – للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، في الاستقلال والدولة والسيادة والعودة والكرامة الفردية والوطنية.

أخبار ذات صلة