news-details

كلمة الاتحاد| أطفالنا ضحايا العنصرية في جهاز التعليم

يتجه صباح اليوم الثلاثاء، أكثر من 2,4 مليون طالب إلى مدارسهم في البلاد، إضافة إلى أكثر من 520 ألف طفل، إلى روضات الأطفال والحضانات. وقد حملت التقارير العديدة في الأيام الأخيرة، الكثير من أوجه التمييز العنصري الذي يلحق بالتلاميذ والطلاب العرب، مقارنة مع ما يصرف على جهاز التعليم العبري بكافة أقسامه وتوجهاته.

وكما سبق أن ذكرنا في "الاتحاد"، استنادا لتلك التقارير، فإن إجمالي ما يصرف على الطالب اليهودي، من ميزانيات رسمية، وأخرى ميزانيات لا منهجية، وتمويل أهالي اعتمادا على الأوضاع الاقتصادية الاجتماعية الأعلى، فإنه يصل إلى أكثر من ضعفي ما يصرف على الطالب العربي، والفجوة الوحشية نجدها في المرحلة الثانوية التي تهيئ الطلبة لمرحلة ما بعد المدرسة، بما فيها التعليم العالي.

والمأساة تظهر بقسوتها على مستوى البنى التحتية، والنقص في الغرف التعليمية، وهذا عدا عشرات الأطفال العرب الذين يعيشون على أراضي أهاليهم في قرى محرومة الاعتراف، خاصة في النقب، ومحرومة من كل أشكال البنى التحتية ومرافق التعليم والصحة، والشوارع، ما يضطرهم للسفر بعيدا يوميا، حتى الوصول الى المدرسة، وهناك تتكشف أكثر ظاهرة التسرب.

كل ما سبق، هو القاعدة الثابتة لجهاز التعليم على مدى سبعة عقود ونيّف، ولكن في هذا العام، كما كان في الثلث الأخير من العام الدراسي الماضي، سنكون أمام واقع أكثر إيلاما، لدى الحديث عن مسار التعليم عن بُعد، من بيوت الأطفال والفتية، فهذا يتطلب تأمين حاسوب أو جهازا الكترونيا، قادر على تفاعل الطالب مع التقنيات العصرية، ويشارك في الغرفة التعليمية الافتراضية.

مشروع "حاسوب لكل طفل"، ما زال نسجا من الخيال، ولا نصدّق كل البرامج الحكومية، بأن تضمن حاسوبا لكل طفل، فحاسوب واحد في البيت فيه عدة طلاب، لا يسد الحاجة. بعد ذلك تأتي البنية التحتية في المناطق العربية، وهي شبكات الانترنت ذات جودة. فكثير منا لا ينتبه إلى أن الغالبية الساحقة من بلداتنا العربية، ومناطق كثيرة من المدن العربية، فيها البنية التحتية للهواتف الأرضية، والهواتف السلكية، قديمة، ولا تتماشى مع متطلبات العصر من حيث سرعة شبكة الانترنت، وسط اهمال واضح للشركة الاحتكارية شبه الحكومية، بيزك، لإصلاح هذا الوضع.

وفي ما يتعلق بالقرى محرومة الاعتراف، يدخل أيضا فقدان شبكات كهرباء كافية وملائمة للأطفال في بيوتهم.

وهذا غيض من فيض، ينذر بخطورة كبيرة على سير العملية التعليمية في العام الدراسي الجديد، في ظل انتشار فيروس الكورونا في مجتمعنا العربي، التي تستفحل أكثر وأكثر وسط ظاهرة إهمال مقلقة جدا، في مقدمتها العامل الذاتي، ولكن أيضا تراخي أجهزة تطبيق القانون، توحي وكأن في السلطة الحاكمة من هم معنيون بانتشار الفيروس في مجتمعنا، من باب الضرب المتواصل لجماهيرنا العربية.

إن حقوق أطفالنا في جهاز التعليم تستوجب معركة جماهيرية باستمرارية ضاغطة، ولتكون جماهيرية عامة، ونحن قادرون على إحداث تغيير ولو جزئيا في نضالاتنا، لأننا أصحاب وطن.

أخبار ذات صلة