news-details

كلمة "الاتحاد" | أهوال الطبيعة ومسؤوليتنا، في جحيم الرأسمالية

أهوال طبيعية تضرب العديد من المواقع والبلدان من شتى القارات في العالم. المئات قتلوا غرب كندا، وآخرون شمال الولايات المتحدة، وحتى في جبال الألب الباردة، بفعل الحر. مناطق في أوروبا يخنقها الحر وأخرى تواجه العواصف والأمطار الغزيرة. في بلادنا ومنطقتنا تتوالى الشهادات والتقارير عن حرّ غير مسبوق.

لم يعد مقنعا اليوم، مثلما لم يكن في السابق، تفسير الحاصل بعبارات مثل غضب الطبيعة او غضب السماء ولا الأرض. هناك ظواهر طبيعية لها مسببات، ومنها ما صنعه البشر.

لقد خلص خبراء دوليون إلى أن موجة الحرّ الأخيرة كانت مستحيلة تقريبًا بدون تأثير البشر. وقدّر فريق من 27 باحثًا من مبادرة تجمع خبراء من معاهد بحثية مختلفة حول العالم، أن تغير المناخ جعل وقوع هذا الحدث أكثر احتمالية بـ 150 مرة على الأقل. نقول البشر بصفة عامة، لكنهم بالتأكيد متفاوتون في شرائحهم من حيث مدى القوة ومستوى الفاعلية وبالتالي في مدى الضرر الذي يلحقونه بالمناخ. الرأسماليون، أفرادا وأنظمة ومنظومات، هم أصحاب السطوة وعليهم مسؤولية الكوارث أولا.

هناك انعدام للقيود والرقابة والكوابح في السلوك الاقتصادي بشقيه، الإنتاجي والاستهلاكي. ويوجد لهذا أثر مباشر على حجم استخدام موارد وثروات الطبيعة، أحيانا بدون تفكير او بانعدام مسؤولية مما يؤدي لكسر منظومات طبيعية كاملة لها وظيفة حاسمة في الحفاظ على التوازن الذي يديم عالمنا ويبقيه. هناك شبه إجماع على ان القضاء على الاشجار والغابات الاستوائية هو "وصفة" للتفاقم البيئي. وانفلات عدد من الدول في استخدام أشكال الطاقة الملوثة يؤدي بشكل مباشر الى سخونة الكوكب، وما يترتب عليه.

إن رفع منسوب اليقظة والمسؤولية لغرض الحفاظ على البيئة وتوازناتها وخيراتها، ليست ترفًا؛ ليست مسألة اكاديمية؛ ولا يخص موضوعها نشطاء البيئة ولا المناضلين لأجل العدالة الاجتماعية وحدهم. هذه مسؤولية الجميع وليس نحو عالمنا المشترك عموما فحسب، بل نحو مستقبل أولاد واحفاد كل رجل وامرأة، لا بل حاضرهم الذي لا يمكن لاحد تجاهل كل هذي الكوارث التي تعصف به. لذلك، من واجب الجميع التفكير بهذه الأمور والقيام بما يلزم، ممارسةً وتثقيفًا، كلٌّ من موقعه وفي دوائره، من أجل وقف التبذير والسلوك الأناني في جحيم الرأسمالية المنفلتة والكف عن تخريب عالمنا وزيادة شدة التماع الضوء التحذيري الأحمر من تراكم الخطر لدرجات مصيرية رهيبة بعد أعوام.

أخبار ذات صلة