news-details

كلمة الاتحاد| اتجار الصهيونية بجرائم وكوارث نازية

تحيي إسرائيل اليوم الثلاثاء، ما أسمتها "الكارثة والبطولة"، أو حسب التسمية الدارجة بالعربية ذكرى "المحرقة"، الهولوكوست، لإحياء ذكرى اليهود ضحايا جرائم النازية في النصف الأول من القرن العشرين الماضي.

والحقيقة التاريخية هي أن اليهود كانوا مطاردين في المانيا النازية، وعلى أيدي النازية في أوروبا وغيرها، لكونهم أبناء الديانة اليهودية. ولكن الحقيقة الموازية، هي أن جرائم النازية أدت الى حصد أرواح 50 مليونا من البشر من شعوب وأديان وشرائح مجتمعية مختلفة.

واحياء ذكرى ضحايا مجازر النازية الإرهابية، لا يمكن أن يقتصر على ترديد أسماء الضحايا، بشكل مقطوع عن مرحلة النازية، التي جرت فيها جرائم إبادة جماعية لشرائح سكانية بسبب انتمائها الديني أو المجتمعي وغيره. فالاحتلال النازي لكل واحدة من الدول الأوروبية، ترك وراءه كوارث وجرائم ضد الإنسانية، محفورة في الذاكرة الإنسانية.

أما الحركة الصهيونية ووليدتها إسرائيل، فقد جعلت من جرائم النازية ضد أبناء الديانة اليهودية، غطاء واهيا، لارتكاب جرائم بشعة ضد الإنسانية، بتشريد وتهجير شعبنا الفلسطيني، وارتكاب مجازر إرهابية مروعة، قبل العام 1948 وبعده، ثم ارتكبت حروبا توسعية دموية، وغرست استيطانيها في الجسد الفلسطيني، وسنت قوانين الاستبداد والسلب والنهب، وحرمت شعبنا من ارضه وحريته واستقلاله.

وتواصل الحركة الصهيونية استخدام جرائم النازية لابتزاز العالم ماليا وسياسيا، فمثلا، أعداد ضحايا النازية ما زالوا يتكاثرون، بعد مرور 75 عاما على انتهاء الحرب العالمية الثانية، إذ توسع إسرائيل تعريف الضحية، لتبتز أموالا أكثر؛ في الوقت الذي تسعى فيه إسرائيل الى تقليص تعريف من هو اللاجئ الفلسطيني، للوصول الى وضعية تنكر فيها وجود لجوء فلسطيني تماما، ولكن هيهات.

إننا نحيي ذكرى ضحايا النازية، وفق التاريخ الذي اتفق عليه العالم في نهاية كانون الثاني من كل عام، ونتعاطف مع كل ضحايا النازية مهما كانت هوياتهم المتشعبة بمن فيهم اليهود طبعا. ونقف ضد كل أشكال الجرائم ضد الإنسانية، كتلك التي ارتكبتها الأنظمة النازية والفاشية في أوروبا وغيرها. ونناضل ضد كل الجرائم ضد الإنسانية، التي ارتكبت ضد شعبنا الفلسطيني، وشعوب منكوبة في العالم.

في التاسع من أيار، نكون مع العالم التقدمي الذي يحيي ذكرى النصر على النازية، بقوة الجيش الأحمر السوفييتي البطل، الذي حاول الغرب والامبريالية الانتقاص من دوره باستمرار. وسيأتي يوم نحتفل فيه أيضا بنصر الشعوب المنكوبة، وشعبنا الفلسطيني على الاحتلال والطغيان، ليقيم دولته الحرة المستقلة، مع عودة المهجّرين من وطنهم وفي وطنهم.

أخبار ذات صلة