يلاحِظ الجميع ان زعيم اليمين الفاشي الإسرائيلي – وهو ليس بن غفير بل إنه نتنياهو – اختار تكتيكًا محتالاً في توجهه للجماهير العربية.. الجماهير التي ما انفك المعسكر الذي يقوده يحرّض عليها دمويًا فيتهمها بالإرهاب تارة وينعتها بالطابور الخامس تارة أخرى؛ تلك الجماهير صاحبة الوطن والتجربة والباع النضالي التي أطلق نتنياهو أتباعه ليهددوها بنكبة ثانية مثلما جعرَ الليكودي يسرائيل كاتس، وبأن الصبر سينفد وسوف يعاقَب العرب كما زعق الليكودي يوآف غالانت. نتنياهو الذي بذل الغالي والنفيس كي يدفع بشراذم الكهانيين الفاشيين إلى الكنيست ويخطط لتسليمهم وزارات وصلاحيات وسلطات، يتوجه الآن للعرب بلسان ناعم، تسيل منه الأكاذيب والنفاق. هذا السياسي الذي اعتلى الحكم أصلا على السيول التحريضية العادمة الآسنة المقززة للتحريض على العرب – "يتدفقون على صناديق الاقتراع"! – يحاول اليوم خداع ضحايا تحريضه العنصري. وهو ما يجدر بالجماهير العربية، لأنها ذات قامة وهامة وكرامة، ان تردّ عليه بالصفع والركل.. الصفع السياسي بالتصويت الذي يضرب احتمالات احتلال نتنياهو مع فاشييه وزعرانه سدة الحكم؛ وبالتالي ركله السياسي أبعد فأبعد عن هذا الاحتمال. إن نتنياهو – وليس وحده، فمعه غانتس ولبيد وبينيت، لكنه أشرسهم واخطرهم – هو عدوّ معلَن لجميع الحقوق والمصالح القومية واليومية للجماهير العربية. صدّه واجب وطني وأخلاقي، وتهشيم دعايته الكاذبة والعنصرية التي تستهتر بعقول المواطنات والمواطنين العرب، هو تحدِّ يجب أن ينجح ويمرّ. نتنياهو هو زعيم المعسكر الفاشي المبادر لقانون القومية العنصري وقانون كامينتس التخريبي وسائر القوانين العنصرية، ويحاول الآن تشويه الواقع وتعميق اليأسِ والاحباطِ وضرب نسبة تصويت الجماهير العربية. وفي هذه المعركة معه ومع معسكره الفاشي اولاً ومع كل معسكر الأحزاب الصهيونية عمومًا، لا خيار أمام جماهيرنا سوى خوض المعركة على تعزيز وزنها السياسي النوعي عبر دعم القائمة المشتركة، وليس العزوف عن المواجهة ولا الانجرار خلف تيارات التبعية الخنوعة والفاشلة معًا.