news-details

كلمة الاتحاد| العبرة الثابتة من التدمير الجديد للعراقيب

هدمت بلدوزرات الدمار بموجب سياسة حكومة بنيامين نتنياهو المجرمة قرية العراقيب مرة أخرى، ضمن هجمة قديمة مفتوحة على جوهر الوجود العربي في النقب. هذا الاعتداء الوحشي على بيوت ومعيشة الناس هو حلقة في مسلسل سلطوي قوامه سلب الاعتراف المدني بقرى عربية، لأنه يُخطط لاخلائها وتهجير أهلها سعيا للاستيلاء على ارضهم وتصعيد مشاريع التهويد – المشتقة من عقلية الفصل العنصري الوحشية.
هذه الجريمة ضد العراقيب هي جزء من حقيقة هذه الحكومة. وحقيقتها تقاس بالممارسات على الأرض وبالأفعال الملموسة، وليس بالتصريحات وإعلانات النوايا الفارغة التي يسارع الى تلقفها بعض قليل التجربة أو قليلي الالتزام أو قليلي التبحّر في المصالح العليا للجماهير العربية في هذه الدولة – المواطنين مسلوبي الحق والمساواة في وطنهم.
إن هذه السياسة ومن ينفذها يجب أن يسقط وأن يذهب الى الجحيم السياسي، وليس أن يتم إنقاذه وإعطاء تمديد له في الحكم. والطريق الوحيد المجرّب المُثبت لمواجهة هذه السياسات، هو الذي يرتكز الى الكفاح والكرامة والمسؤولية والمواجهة! هذه المؤسسة الإسرائيلية الحاكمة لم تفهم في أية مرة سوى لغة القوة الشعبية والقوة النضالية. ووزن الجماهير العربية نوعيّ، وسيكون من شأن تفعيله نضاليا – وليس عرضه للمقايضات والمزادات – أن يجبر السلطات على تغيير غير قليل من سياساتها.
تاريخ هذه الجماهير من الجليل حتى النقب مرورا بالمثلث والساحل مكتوب بمفردات الكفاح والهامات المرفوعة. ولنا عبرة وقدوة في اهل العراقيب الأبطال الصامدين الذين يعلّمون كل من يجب أن يتعلم درسا، أن الحقوق تنتزع بالمواجهة والجرأة والكرامة، وليس بوسائل برّاقة متهافتة مناقضة لهذه القيم كلها!

أخبار ذات صلة