news-details

الهبّة انتصارًا للفلسطينيين، لأجل شعوب العرب أيضًا!

لا ينتظر الشعب الفلسطيني شيئا مفيدا من أنظمة الذل التي اسفرت عن وجوهها التطبيعية الكالحة، فهي لم تغيّر مسارا ولم تستبدل دربا، بل خرجت من العتمة (الجزئية) الى العلن تحت أضواء الاعلام. لذلك لا يسري على اتفاقياتها مع حكومة الاحتلال الاسرائيلية تحت الرعاية الامبريالية الامريكية حتى نعت مثل "اتفاقيات خيانة"، فهي لم تكن أبدا في خندق المقاومة والنضال حتى تعتبر كأنها الآن فقط قد خانت! بل هي "متعوّدة".. ودومًا على معاداة حقوق شعبنا الفلسطيني وشعوبها هي كذلك. اتفاقياتها تآمرية على القضية الفلسطينية، نعم، وهو استمرار لتآمر قديم.

لكن الشعب الفلسطيني من حقه التعويل على الشعوب العربية، ومطالبتها وتوقّع قيامها بشيء "باليد أو باللسان"، لإعلان تبرؤها السياسي والوطني من هكذا اتفاقيات تخدم الاحتلال الاستيطان والتهجير والبطش. مقولة إن هذه الانظمة لا تمثل الشعوب صحيحة تماما، لأنها أصلا أنظمة معادية للشعوب ومصالحها الوطنية، ولا يمكن بالضرورة بالتالي أن تكون ممثلة لها. لكن يتوقع من الشعوب رفع سبابة الاتهام وسبابة التلويح والوعيد في وجه من يبيعون الحقوق والكرامات مقابل مواصلة اسناد عروشهم العفنة.

ليس طبيعيا ان تستمر الحياة العربية بمنتهى روتينها واعتياديتها الرتيبة، في حين يجري تأبيد سيطرة أنظمة باتت تتآمر تحت الاضواء الكاشفة، وتبني مداميك جديدة في الجدار الذي يفصل الشعوب أكثر فأكثر عن أفق الحرية الحقيقية العميقة والعيش الكريم. وهبة الشعوب العربية من أجل الشعب الفلسطيني لن تكون لأجل هذا الأخير فقط، بل من أجلها هي، في حياتها وعيشها وعملها وعلمها وتطورها.

لقد أكدت الحركات والاحزاب التقدمية والوطنية العربية وفي مقدمتها الشيوعيون على الدوام أن تحرير الشعب الفلسطيني ليس خاتمة مطاف، بل انطلاقة كبرى لتحرير الشعوب العربية كلها من القبضات الكولونيالية. وهي مقولة لم تزدد سوى صحّة ووضوحا ودقة! فلتهبّ شعوب العرب لنفسها على درب هبتها الواجبة لأجل الشعب الفلسطيني!



 

أخبار ذات صلة