news-details

كلمة الاتحاد | الوحدة الكفاحية الوطنية ستهشّم جميع المخططات

سخر بعض المعلقين والمراسلين الصحفيين الإسرائيليين أمس من بنيامين نتنياهو، قائلين إن إنجازه الأكبر هو إعادة الاتصالات والتنسيق بين حركتي فتح وحماس الفلسطينيتين. أما من جهتنا ووفقًا لوجهتنا، فهذه بداية هامة وباعثة على التفاؤل بشأن التقدّم في درب المصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام الفلسطيني، وإن كنا نريدها أن تبدأ بل تكتمل قبل عقد ونصف العقد؛ فور بدء العقدة.

لم ينجح بنيامين نتنياهو في تمرير مخططه الذي جاء تحت مظلة وظل وظلامية حامية الاحتلال الكبرى، الإدارة الأمريكية، في موعده المعلن مطلع تموز. يحمل هذا بعدًا معنويًا إيجابيا إذ يتأكد لمن ما زال بحاجة  لإقناع أن حكومة الاحتلال ليست مطلقة القوة ولا كليّة القدرة، ولا يكفي أن تتبجح أمام رأي عام متعصّب مشلول الوعي واليقظة، حتى يخرج كلامها الى الفعل الواقعي.

على الرغم من القصور العربي المريع والتواطؤ الصامت لغالبية النظم العربية، والتردد الاوروبي المكبّل بأصفاد النفاق المعهود، ورغم أن القبضة الفلسطينية تأخرت في أن تشتد بإجماع وتوحُّد، لم ينجح زعيم اليمين الاستيطاني ولا أتباعه الملحَقين به كذيل الكلب، نقصد "كحول لفان"، في فرض مخطّط التوسع الحالي.

نحن لا نبني مشاريع ولا بدائل ولا سيناريوهات على رمال. بل نشير بوضوح الى مكامن القوة وما قد يضاعفها ويثلّثها في وجه جميع مخططات الاحتلال الإسرائيلي، وليس هذا المخطط فحسب: وأوّلها الوحدة الكفاحية الواعية الصلبة، تلك التي تبتعد عن الذاتية السلطوية والفئوية المغلقة وتنفتح على المصلحة الوطنية العليا، التي هي ما يجب ان تظل تشكل افقا رحبا ومظلة واسعة لجميع بنات وابناء الشعب الفلسطيني، ولكل تطلعاته وحقوقه وآفاق مستقبله.

لن نقول إن مخطط الضم قد انتهى ولا نذهب حدّ القول أن عدم اطلاقهُ في موعده المعلن يعني تجميدَه، لكننا على ثقة بأن هذه الخطوة الاولى في طريق المصالحة الفلسطينية، فيما لو تمت ولم تتعثر كسابقاتها بالمصالح الضيقة، هي هي ما سيشكل السد المنيع والمضمون في وجه هذا المخطط ومخططات أخرى تعجّ بها دون أدنى شك أدراج الاحتلال الاسرائيلي ونواياه وعقليته.

أخبار ذات صلة